الاعتراضات على الهندسة العكسية

ّ يدرك العلماء الذين كرسوا حياتهم في الهندسة العكسية للدماغ أن أمامهم عقودا من العمل الشاق. لكنهم مقتنعون أيضا بالنتائج العملية لعملهم. ويشعرون بأنه حتى النتائج الجزئية ستساعد في فك أسرار الأمراض العقلية التي أصابت البشرية خلال تاريخها.

مع ذلك، قد يدعي النقاد أنه بعد أن تتم هذه المهمة الصعبة سيكون لدينا جبل من البيانات من دون أن نفهم كيف تنسجم بعضها مع بعض. على سبيل المثال، تصور إنسانا من النياندرثال يعثر يوما ما على مخطط كامل لحاسوب بلوجين لشركة IBM . التفاصيل كلها موجودة هناك في المخطط، حتى آخر ترانزيستور فيه. المخطط ضخم ويحتل آلاف الأقدام المربعة من الورق. ربما يشعر النياندرثال بغموض أن هذا المخطط هو سر آلة قوية جدا، لكن الحجم الهائل من البيانات التقنية لا يعني شيئا بالنسبة إليه.

بالمثل، فالخوف هو أنه بعد صرف المليارات لمعرفة موقع كل عصبون في الدماغ، فإننا لن نستطيع فهم ما يعني هذا كله. وربما يستغرق الأمر عدة عقود أخرى من العمل الشاق لمعرفة كيف تعمل هذه الأمور كلها بعضها مع بعض.

على سبيل المثال، حقق مشروع الجينوم البشري نجاحا قويا في سلسلة الجينات كلها التي تشكل الجينوم البشري، لكنه شكل خيبة أمل كبيرة لأولئك الذين توقعوا منه علاجات فورية للأمراض الجينية. كان مشروع الجينوم البشري مثل قاموس ضخم، بثلاثة وعشرين ألف كلمة، لكن من دون تعاريف لها. صفحة بعد أخرى منّ  هذا القاموس فارغة، مع أن تهجئة كل جين صحيحة تماما. شكل المشروع اختراقا مهما، لكنه في الوقت نفسه مجرد خطوة أولى في رحلة طويلة لمعرفة كيف تعمل هذه الجينات وكيف تتفاعل.

بالمثل، فإن مجرد الحصول على خريطة كاملة لكل وصلة عصبية في الدماغ لا يضمن أن نعرف ماذا تعمل هذه العصبونات وكيف تتفاعل. الهندسة العكسية هي الجزء السهل، لكن بعد ذلك يبدأ الجزء الصعب – تفسير هذه البيانات.



مصطلحات هامة

Interface Brain-Machine IBM


نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.