الاندماج معها
لو سألت الدكتور بروكس كيف يمكننا التعايش مع هذه الإنساليات فائقة الذكاء، فسيكون جوابه مباشرا: سنندمج معها. مع التطورات في مجال الإنسالية والأطراف الصنعية العصبية، سوف يصبح من الممكن إدماج الذكاء الصنعي في أجسامنا.
يلاحظ الدكتور بروكس أن هذه العملية بمعنى ما قد بدأت مسبقا. اليوم يمتلك نحو ُ 20 ألف شخص أجهزة قوقعية مزروعة داخلهم، مما يسمح لهم بالسمع. تلتقطّ الأصوات من جهاز مستقبل ضئيل يحول الأمواج الصوتية إلى إشارات كهربائية، ترسل بعد ذلك مباشرة إلى الأعصاب السمعية في الأذن.
بالمثل، في جامعة جنوب كاليفورنيا وأمكنة أخرى، من الممكن أخذ مريض أعمى وزرع شبكية صناعية له . تضع إحدى الطرق آلة تصوير فيديوية صغيرة فيّ نظارات العينين، تحول الصورة إلى إشارات رقمية. ترسل هذه لاسلكيا إلى شريحةّ موضوعة في شبكية الشخص. تنشط الشريحة أعصاب الشبكية، التي ترسل بعد ذلك رسائل عبر العصب البصري إلى الفص القذالي من الدماغ. بهذه الطريقة يمكن للأعمى أن يرى تماما صورا تقريبية لأجسام معروفة. يتألف تصميم آخر من وضع شريحة حساسة للضوء على الشبكية نفسها، والتي ترسل بعد ذلك إشارات مباشرة إلى العصب البصري. لا يحتاج هذا التصميم إلى آلة تصوير خارجية.
يعني هذا أيضا أن بإمكاننا الذهاب أبعد من ذلك وتطوير الحواس والقدرات العادية. بزراعة قوقعة السمع، سيكون من الممكن سماع ترددات عالية لم نسمعها من قبل. يمكن مسبقا للمرء، باستخدام نظارات أشعة تحت الحمراء، أن يرى النوع المحدد من الضوء الذي يصدر من أجسام حارة في العتمة، والتي هي عادة غير مرئية للعين البشرية. بالشبكيات الصنعية قد يكون من الممكن تطوير قدرتنا على رؤية الضوء فوق البنفسجي أو تحت الأحمر. (النحل، على سبيل المثال، يمكنه رؤية الضوء فوق البنفسجي، لأن عليه أن يركز على الشمس من أجل الطيران إلى حوض الزهور).
حتى أن بعض العلماء يحلم باليوم الذي تمتلك فيه الهياكل الخارجية قوى فائقة وحواس فائقة وقدرات فائقة كتلك الموجودة في كتب القصص المصورة Comics . سنصبح مثل الرجل الحديدي، إنسانا عاديا لكن بقدرات وطاقات فوق البشر. وهذا يعني أننا يجب ألا نقلق بشأن سيطرة الإنساليات فائقة الذكاء. سنندمج ببساطة معها.
هذا بالطبع على المدى البعيد. لكن بعض العلماء الساخطين من عدم مغادرة الإنساليات للمصنع ودخول حياتنا حتى اليوم، يشيرون إلى أن الطبيعة الأم خلقت مسبقا العقل البشري، فلماذا لا نقلدها؟ تتلخص إستراتيجيتهم في تفكيك الدماغ عصبونا عصبونا ثم إعادة تركيبه. لكن الهندسة العكسية أكثر من وضع مخططا عريضا لصنع دماغ حي. لو أمكن نسخ الدماغ حتى آخر عصبون فربما يمكننا تحميل وعينا على حاسوب. وستكون لدينا القدرة على ترك أجسامنا الفانية وراءنا. هذا أبعد من فكرة العقل فوق المادة. هذا هو العقل من دون مادة.
مصطلحات هامة
القصص المصورة Comics
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
0 تعليقات