ذكاء صنعي صديق
الإنساليات مخلوقات ميكانيكية نصنعها في المختبر، لذا يعتمد وجود إنساليات قاتلة أو صديقة على توجه بحوث الذكاء الصنعي. يأتي معظم التمويل من الجيش، الذي عليه تحديدا أن يربح الحروب، لذا فالإنساليات القاتلة إمكانية مؤكدة.
مع ذلك، بما أن 30 في المائة من الإنساليات التجارية كلها تصنع في اليابان، فهناك إمكانية أخرى: ستصمم الإنساليات لتصبح عمالا ورفاق لعب مفيدين منذ البداية. هذا الهدف قابل للتحقق إذا سيطر القطاع الاستهلاكي على بحوث الإنساليات. تقوم فلسفة «الذكاء الصنعي الصديق» على صنع المخترعين إنساليات تبرمج من الخطوات الأولى لتكون مفيدة للبشر.
تختلف المقاربة اليابانية للإنساليات ثقافيا عن مقاربة الغرب لها. فبينما قد يشعر الأطفال في الغرب بالخوف من مشاهدة آليات الفتك المتوحشة، فإن الأطفال في اليابان متشبعون بديانة الشينتو، التي تعتقد أن الأرواح تعيش في الأشياء جميعها، حتى في الإنساليات الميكانيكية. وبدلا من الشعور بعدم الارتياح بحضور الإنساليات، فإن الأطفال اليابانيين يصرخون من الفرح عند ملاقاتها. ليس من الغريب بعد ذلك أن تنتشر الإنساليات في اليابان في الأسواق والمنازل. إنها تحييك عند مدخل مجمعات الأسواق، وتعلمك على التلفاز. هناك حتى مسرحية جادة في اليابان تظهر إنساليا. (لدى اليابان سبب آخر لتبني الإنساليات، وهو صنع ممرضات إنساليات في المستقبل لبلد يشيخ. 21 في المائة من السكان هم فوق سن الخامسة والستين، واليابان تشيخ بمعدل أسرع من أي دولة أخرى. بمعنى ما، فاليابان عبارة عن حطام قطار يسير بحركة بطيئة. هناك ثلاثة عوامل ديموغرافية مؤثرة. أولا، للنساء اليابانيات معدل حياة أطول من أي مجموعة عرقية أخرى في العالم. وثانيا، فإن معدل الولادات في اليابان هو أحد أخفض المعدلات في العالم. وثالثا، لديها سياسة صارمة ضد الهجرة حيث يشكل اليابانيونّ الخلص أكثر من 99 في المائة من السكان. ومن دون مهاجرين شباب يعتنون بالشيوخ، ربما تعتمد اليابان في المستقبل على ممرضات إنساليات. هذه المشكلة ليست محصورة في اليابان فقط، فأوروبا هي التالية. تواجه إيطاليا وألمانيا وسويسرا ودول أوروبية أخرى ضغوطا ديموغرافية مماثلة. يمكن أن يشهد سكان اليابان وأوروبا تقلصات حادة في السكان بحلول منتصف القرن الحالي. وليست الولايات المتحدة بعيدة جدا عن هذه الدول. فمعدل الولادة لمواطني الولايات المتحدة الأصليين قد انخفض بشكل كبير خلال العقود القليلة الماضية، لكن الهجرة ستحافظ على توسع الولايات المتحدة خلال هذا القرن. بكلمات أخرى، ربما تكون مقامرة بتريليون دولار لرؤية ما إذا كانت الإنساليات قادرة على إنقاذنا من هذه الكوابيس الديموغرافية الثلاثة.
تقود اليابان العالم في صنع إنساليات يمكنها دخول حياتنا الشخصية. بنى اليابانيون إنساليات يمكنها الطبخ (تستطيع واحدة منها أن تصنع طبقا من النودلز في دقيقة وأربعين ثانية). عندما تذهب إلى مطعم، يمكنك وضع طلبك على حاسوبّ دفتري، وسيقفز الطباخ الإنسالي فورا للعمل. يتكون من ذراعين ميكانيكيتين كبيرتين تلتقطان الأطباق والملاعق والسكاكين وتح ّضران الطعام لك. حتى أن بعض الطباخين الإنساليين يشبهون الطباخين من البشر.
هناك أيضا إنساليات موسيقية للتسلية. يمتلك أحد هذه الإنساليات بالفعل «رئتين» على شكل أكورديون يمكنه بواسطتهما توليد الموسيقى بنفخ الهواء في آلة. هناك أيضا خادمات إنساليات. لو ح ّضرت الملابس للغسل بعناية، يمكنها أن تطويها أمامك. هناك إنسالي يمكنه التكلم لأن له رئتين وشفتين ولسانا وفوهة أنف اصطناعية. صنعت مؤسسة سوني، على سبيل المثال، الإنسالي آيبو AIBO ، الذي يشبه الكلب،ّ ويمكنه إظهار عدد من الأحاسيس لو ربت عليه. يتنبأ بعض المستقبليين بأن تصبح صناعة الإنساليات يوما ما بحجم صناعة السيارات اليوم.
الفكرة هنا هي أن الإنساليات ليست بالضرورة مبرمجة للتحطيم والسيطرة. فمستقبل الذكاء الصناعي متوقف علينا.
ّ لكن بعض منتقدي الذكاء الصنعي الصديق يدعون أن الإنساليات قد تسيطر ليس لأنها عدوانية، لكن لأننا لا نصنعها جيدا. بكلمات أخرى لو سيطرت الإنساليات فسيكون ذلك لأننا برمجناها بأهداف متناقضة.
مصطلحات هامة
آيبو AIBO
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
0 تعليقات