خاطرة رقم 35 : لا مرية في أن كل نفس أمارة بالسوء..



كنت يا عزيزي عاقا...فأضعت نصف الدين....وكنت متهاونا فأضعت الدين كله...عقوقي حرمني طريق السعادة..والسبب القوي لإصلاح الأمور وتحسين الأحوال...فليشهد العالم أن العقوق تضييع للدين ...وقطع لحبل رحمة من لا رحمة بعد رحمته...
معللا..
لا مرية في أن كل نفس أمارة بالسوء...ميالة للشر...طلابة للراحة...ولما كان حال النفس هكذا...احتاج الناشئ في صغره إلى مزيد عناية...الشيء الذي لم أحض به...لم يلهم الله،لحكمة،والدي أن يرضعانني ثدي الأدب والجد من الصغر...فنشأت عشوائيا...فكنت ما كنت...
أعترف أنني محب للراحة...منغمس في اللهو...مضيع للوقت...شاب شب والكسل قرينه والهاوية قطينه والفقر أليفه والعجز حليفه...إلا أني طموح..قد تكدبونني...لكن لم أكن صادقا قط أكثر من هذه البرهة...