الخلود
انتقدت هذه الأساليب لأن هذه العملية لا تدخل شخصيتك الحقيقية وذكرياتك بشكل واقعي. طريقة أخرى أكثر أمانة لوضع عقل في آلة هي عبر مشروع خريطة العقل البشري، الذي ناقشناه في الفصل السابق، والذي يريد أن ينسخ عصبونا فعصبونا الممرات العصبية كلها في دماغك. ذكرياتك وخصائص شخصيتك كلها موضوعة مسبقا ضمن هذه الخريطة. يلاحظ الدكتور سيباستيان سيونغ، مدير مشروع خريطة الدماغ البشري، أن بعض الناس يدفعون 100 ألف دولار أو أكثر لحفظ أدمغتهم مجمدة في النتروجين السائل. يمكن تجميد بعض الحيوانات كالسمك والضفادع بالحالة الصلبة ضمن لوح من الجليد في الشتاء، ومع ذلك تبقى سليمة تماما بعد ذوبان الجليد في الربيع. يعود هذا إلى أنها تستخدم مادة الغلوكوز كمانع للتجمد لتغيير درجة تجمد الماء في دمها. لذا يبقى دمها سائلا حتى لو كانت محاطة بالجليد الصلب. لكن هذا التركيز المرتفع للغلوكوز في الجسم البشري ربما يكون قاتلا، لذا فتجميد الدماغ في النتروجين السائل عملية مشكوك بها، لأن بلورات الجليد المتمددة سوف تمزق جدار الخلية من الداخل (وأيضا مع موت خلايا الدماغ، تدخل شاردة الكالسيوم، ما يؤدي إلى توسع خلايا الدماغ إلى أن تتمزق في النهاية). في كلتا الحالتين، من المحتمل جدا أن خلايا الدماغ لن تبقى حية بعد عملية التجميد.
بدلا من تجميد الجسم وتمزيق الخلايا، ربما تكون الطريقة الأكثر وثوقية للحصول على الخلود هي في إكمال خريطة الدماغ البشري. في هذا السيناريو سيحمل طبيبك وصلاتك العصبية كلها على قرص صلب. بشكل أساسي ستكون روحك الآن مسجلة على قرص صلب، مختزلة إلى معلومات. ثم يمكن لشخص ما في المستقبل إعادة إحياء خريطة دماغك ويستخدم، من حيث المبدأ، إما مستنسخا وإما مجموعة من الترانزيستورات لإعادتك إلى الحياة.
مازال مشروع خريطة الدماغ البشري كما ذكرنا بعيدا عن إمكان تسجيل الوصلات العصبية البشرية. لكن كما يقول الدكتور سيونغ «هل علينا أن نسخر من الباحثين الجدد عن الخلود وندعوهم أغبياء؟ أو هل سيضحكون يوما ما فوق قبورنا؟».
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
0 تعليقات