Ad Code

اتجاهات مستقبلية : خلق خريطة عصبية مفصلة للحصين


اتجاهات مستقبلية

سيكون العمل مع حصين القردة والبشر أكثر صعوبة، بما أن الحصين لديهمّ  أكبر وأكثر تعقيدا بكثير. الخطوة الأولى هي خلق خريطة عصبية مفصلة للحصين.
وهذا يعني وضع أقطاب في مناطق مختلفة من الحصين لتسجيل الإشارات التي يتم تبادلها باستمرار بين المناطق المختلفة. سيؤسس هذا مخططا لتدفق المعلومات التي تتحرك باستمرار عبر الحصين. للحصين أربعة أقسام رئيسة من  CA1 إلى CA4 ، وبالتالي سيسجل العلماء الإشارات التي يتم تبادلها بينها.



تشمل الخطوة الثانية أن يؤدي الكائن- موضوع التجربة- مهمات معينة، حيث يسجل العلماء بعدها الاستجابات التي تتدفق عبر المناطق المختلفة من الحصين، وبالتالي تسجيل الذاكرة. على سبيل المثال، ستخلق ذاكرة تعلم مهمة معينة، مثل القفز من خلال طوق، نشاطا كهربائيا في الحصين يمكن تسجيله وتحليله بعناية. ثم يمكن إنشاء قاموس يطابق بين الذاكرة وتدفق المعلومات عبر الحصين.

وأخيرا، تشمل الخطوة الثالثة تسجيل هذه الذاكرة وتغذية الإشارة الكهربائية إلى حصين كائن آخر عبر أقطاب لمعرفة ما إذا كان بالإمكان تحميل الذاكرة. بتلك الطريقة ربما يتعلم موضوع التجربة أن يقفز خلال طوق على الرغم من أنه لم يفعل ذلك مطلقا من قبل. إذا نجحت هذه التجارب فسيخلق العلماء بالتدريج مكتبة تحتوي على تسجيلات لذاكرات معينة.

ربما يستغرق الأمر عقودا من العمل للوصول إلى الذاكرات البشرية، غير أنهّ  يمكن للمرء أن يتصور كيف سيحدث ذلك. في المستقبل، ربما يستأجر الناس لخلق ذاكرات معينة، مثل عطلة مترفة أو معركة خيالية. وستوضع أقطاب نانوية في مناطق مختلفة في أدمغتهم لتسجيل هذه الذاكرات. يجب أن تكون هذه الأقطاب صغيرة جدا بحيث لا تتدخل بعملية تشكيل الذاكرة. ثم سترسل المعلومات من هذه الأقطاب لاسلكيا إلى حاسوب وتسجل. إذا رغب شخص بعد ذلك في اختبار هذه الذكريات فعليه أن يضع أقطابا مماثلة في حصينه، وسوف تحمل هذه الذاكرات إلى دماغه.

(هناك تعقيدات لهذه الفكرة بالطبع. فإذا حاولنا حشر ذاكرة نشاط فيزيائي كالمشي العسكري فستكون لدينا مشكلة «ذاكرة عضلة.» على سبيل المثال، عندما نمشي، نحن لا نفكر بوعي حول وضع رجل أمام الرجل الأخرى. لقد أصبح المشي فطرة لدينا لأننا نفعله كثيرا، ومنذ سن مبكرة، وهذا يعني أن الإشارات التي تتحكم في أرجلنا لم تعد تصدر بالكامل من الحصين، لكن من القشرة المحركة أيضا ومن المخيخ والعقد القاعدية. في المستقبل، إذا أردنا حشر ذكريات تتعلق بالرياضة فربماّ  يجب على العلماء أن يفكوا شفرة الطريقة التي تخزن فيها الذكريات جزئيا في مناطق أخرى من الدماغ أيضا.



نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.

إرسال تعليق

0 تعليقات

Close Menu