قوة الإله
يحصر التحريك بالعقل على إله أو بطل خارق. في عالم الأبطال الخارقين الذين يظهرون في أفلام هوليوود الجماهيرية، ربما كانت أقوى شخصية منها هي فينكس (العنقاء)، وهي امرأة تحرك بالعقل ويمكنها تحريك أي جسم كما تشاء. وكعضو في رجال X-Men ، يمكنها أن ترفع آلة ثقيلة، وتوقف فيضانات، أو ترفع طائرة نفاثة بقوة عقلها (مع ذلك، عندما تستهلك في النهاية الجانب المظلم من طاقتها، تمضي في هياج كوني قادر على إشعال أنظمة شمسية بأكملها وتدمير نجوم. قوتها عظيمة جدا ولا يمكن التحكم فيها، بحيث تقودها في النهاية إلى أن تدمر ذاتها).
لكن إلى أي مدى يمكن للعلم أن يمضي لتطويع قوى التحريك بالعقل؟
في المستقبل، حتى بوجود مصدر طاقة خارجي لتضخيم أفكارنا، من غير المحتمل أن يستطيع الناس بقدرات تحريك عقلية أن يحركوا أجساما كقلم رصاص أو كوب قهوة كما يشاؤون. وكما ذكرنا، هناك فقط أربع قوى رئيسة معروفة تحكم العالم، ولا تستطيع أي منها أن تحرك الأجسام ما لم يوجد مصدر طاقة خارجي (المغناطيسية تكاد تفعل ذلك، لكن المغناطيسية يمكنها تحريك الأجسام المغناطيسية فقط. يمكن للأجسام المصنوعة من البلاستيك أو الماء أو الخشب أن تمر بسهولة خلال الحقول المغناطيسية). التحليق أو الرفع البسيط Levitation ، وهو خدعة تعرض في معظم عروض السحرة، هو فوق قدرتنا العلمية.
لذا حتى بوجود مصدر طاقة خارجي، من غير ّ المحتمل أن يستطيع شخص يحرك بقوة العقل أن يحرك الأجسام حوله كما يريد. لكن هناك تقنية ربما تقترب من ذلك، وهي القدرة على تغيير جسم إلى جسم آخر.
ّ هذه التقنية تدعى «مادة قابلة للبرمجة»، وقد أصبحت موضع بحث معمق في شركة إنتل. الفكرة وراء المادة القابلة للبرمجة هي صنع شرائح حاسوبية ميكروية صغيرة جدا «كاتومات» ( catoms ). يمكن التحكم في كل كاتوم لاسلكيا، ويمكنّ برمجتها بحيث تغير الشحنة الكهربائية على سطحها فتلتصق بكاتومات أخرى بطرق مختلفة. وببرمجة الشحنات الكهربائية بطريقة ما تلتصق الكاتومات بعضها مع بعض لتشكل هاتفا خليويا مثلا. اضغط على زر لتغيي برمجتها، فتعيد الكاتومات ترتيب نفسها لتعيد تشكيل جسم آخر مثل حاسوب شخصي.
شاهدت تجربة على هذه التقنية في جامعة كارنيغي ميلون في بيتسبرغ، حيث استطاع العلماء صنع شريحة بحجم نقطة . ّ ولاختبار هذه الكاتومات، كان علي أن أدخل «غرفة نظيفة» مرتديا بدلة بيضاء خاصة وحذاء بلاستيكيا وقبعة لمنع حتى أصغر دقائق الغبار من الدخول. ثم بالنظر في مجهر استطعت أن أرى الدارةّ المعقدة ضمن كل كاتوم، والتي تجعل من الممكن برمجتها لاسلكيا بحيث تغي الشحنة الكهربائية على سطحها. بالطريقة ذاتها نستطيع برمجة البرمجيات اليوم، وربما أصبح من الممكن في المستقبل برمجة الأجزاء الصلبة.
الخطوة التالية هي تحديد فيما إذا كان باستطاعة هذه الكاتومات أن تندمج لتشكل أجساما مفيدة، ومعرفة ما إذا كان من الممكن تغييها أو تحويلها إلى أجسام أخرى كما نشاء. قد يستغرق الأمر حتى منتصف القرن قبل أن تكون لدينا نماذج أولية من المادة القابلة للبرمجة. وبسبب صعوبة برمجة مليارات الكاتومات، يجب خلق حاسوب خاص لتنسيق الشحنة على كل كاتوم. ربما بنهاية هذا القرن سيكون من الممكن التحكم عقليا في هذا الحاسوب بحيث نستطيع تغيي جسم إلى جسم آخر. ليس علينا أن نحفظ الشحنات والشكل ضمن جسم ما، سنعطي فقط الأمر العقلي إلى الحاسوب ليغي جسما ما إلى جسم آخر.
في النهاية ربما تكون لدينا فهارس تسجل الأجسام المختلفة كلها القابلة للبرمجة، كالأثاث والأدوات المنزلية والإلكترونيات. ثم بالاتصال تخاطريا بالحاسوب، سيكون من الممكن تغيي جسم ما إلى جسم آخر. يمكن إعادة تزيين غرفة معيشتك وإعادة نمذجة مطبخك وشراء هدايا عيد الميلاد عقليا.
مصطلحات هامة
العاشر من الرجال X-Men
التحليق أو الرفع البسيط Levitation
شرائح حاسوبية ميكروية catoms
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
0 تعليقات