Ad Code

وكالة داربا Darba والتطوير البشري مع مايكل غولدبلات


وكالة داربا والتطوير البشري

باعتبار كلفة هذه البحوث كلها، من المشروع السؤال: من الذي يدفع لهذه البحوث؟ أظهرت الشركات الخاصة اهتماما أخيرا فقط بهذه التقنية الحديثة، لكن مازال تمويل هذه البحوث بالنسبة إليها مغامرة قد لا تنجح. بدلا من ذلك فإن أحد ممولي البحوث الرئيسين هي وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة التابعة للبنتاغون (داربا ) Darba ،والتي كانت رائدة في تطوير بعض أهم التقنيات في القرن العشرين.



أسست داربا في البداية من قبل الرئيس دوايت إيزنهاور، بعد أن أذهل الروس العالم بإرسالهم سبوتنيك إلى مدار حول الأرض في العام 1957 . مدركا أن الاتحاد السوفييتي قد يسبق الولايات المتحدة بسرعة في مجال التقنية العالية، أسس إيزنهاور بسرعة هذه الوكالة ليبقي البلد منافسا للروس. خلال السنوات، نمت المشاريع العديدة التي بدأتها لتصبح ضخمة جدا، بحيث أصبحت مشاريع مستقلة في حد ذاتها. وكانت وكالة ناسا إحدى أولى مشاريعها.

تبدو خطة داربا الاستراتيجية وكأنها من روايات الخيال العلمي: «قانونها الوحيد هو الاختراع الأصيل» التبرير الوحيد لوجودها هو «تسريع تحقيق المستقبل».
يدفع علماء داربا باستمرار حدود ما هو ممكن فيزيائيا. وكما يقول موظف داربا السابق، مايكل غولدبلات، فهم يحاولون عدم اختراق قوانين الفيزياء «من دون تعمد منهم على الأقل. أو على الأقل من دون اختراق أكثر من قانون واحد لكل برنامج.

لكن ما يفصل داربا عن الخيال العلمي هو سجلها المذهل عبر السنين. كانت آربانت  Arpanet أحد مشاريعها الأولية في ستينيات القرن الماضي، والتي كانت عبارة عن شبكة اتصالات لاسلكية لوصل العلماء والموطفين إلكترونيا خلال الحرب العالمية الثالثة وبعدها. في العام  1989 قررت مؤسسة العلوم الوطنية، في ضوء تفكك كتلة الاتحاد السوفييتي، أن من غير الضروري إبقاءها سرية، لذا فقد أزاحت الستار عن هذا المشروع برموزه ومخططاته وبالمجان. أصبحت الأربانت في النهاية هي الإنترنت.

عندما احتاجت القوات الجوية الأمريكية طريقة لتوجيه صواريخها الباليستية في الفضاء، ساعدت داربا في إنشاء المشروع  ،57وهو مشروع سري جدا صمم لإلقاء قنابل هيدروجينية على مستودعات الصواريخ السوفييتية المقواة في حالة حدوث تبادل نووي. سيصبح هذا المشروع بعد ذلك أساس النظام العالمي لتحديد الموقع GPS .وبدلا من توجيه الصواريخ، فإنه اليوم يرشد السائقين التائهين.

كانت داربا لاعبا رئيسا في مجموعة من الاختراعات التي غيرت القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين. بما في ذلك الهواتف الخليوية، ونظارات الرؤية الليلية، والتطورات في حقل الاتصالات، وأقمار رصد الطقس. سنحت لي الفرصة للتفاعل مع علماء داربا وموظفيها في مناسبات عدة. جلست على الغداء مرة مع أحد رؤساء الوكالة السابقين في حفل استقبال مملوء بالعلماء والمستقبليين . سألته سؤالا حيرني دوما: لماذا علينا الاعتماد على الكلاب لشم أمتعتنا ومعرفة وجود متفجرات قوية؟ بالتأكيد فإن مجساتنا حساسة بما يكفي لالتقاط البصمة الدالة على المواد الكيميائية المتفجرة. أجاب بأن داربا قد بحثت جديا في هذا السؤال نفسه، لكنها اصطدمت ببعض المشاكل التقنية الصعبة. تطورت حواس الشم لدى الكلاب، كما قال، خلال ملايين السنين كي تكتشف بضعة جزيئات، وهذا النوع من الحساسية يصعب التوصل إليه حتى بأكثر حساساتنا دقة. من المحتمل أننا سنظل نعتمد على الكلاب في المطارات للمستقبل المنظور.

في مناسبة أخرى، حضر فريق من فيزيائيي داربا محاضرة قدمتها حول مستقبل التقنية . سألتهم بعدها إذا كانت لديهم أي متاعب خاصة بهم. أحد المتاعب كما قالوا لي كانت صورتهم لدى الناس. لم يسمع معظم الناس على الإطلاق بداربا، لكن بعضهم يربط هذه المؤسسة بمؤامرات حكومية مظلمة وخبيثة، من التغطية على وجود صحون طائرة UFO ، والمنطقة 51 ، وروزويل ، إلى التحكم بالطقس... إلخ.
تنهدوا. لو كانت هذه الإشاعات حقيقية، لاستطاعوا الاستعانة بتقنية فضائية غريبة لتطوير بحوثهم!

بميزانية تبلغ  3 مليارات دولار، توجه داربا أنظارها الآن إلى التفاعل بين الآلة والدماغ. وعند مناقشة التطبيقات المحتملة، يدفع مسؤول داربا السابق مايكل غولدبلات حدود التخيل. يقول «تصور لو استطاع الجنود التواصل عن طريق التفكير فقط... تصور ألا يمثل الهجوم البيولوجي تهديدا فعالا. وتصور للحظة عالما يكون فيه التعلم سهلا كالأكل، ويكون تعويض الأعضاء المعطوبة في الجسم بسهولة شراء وجبة طعام وأنت تقود السيارة. مهما بدت هذه التصورات مستحيلة أو صعبة بالنسبة إليك، فإن هذه الرؤى هي العمل اليومي لمكتب العلوم الدفاعية (وهو فرع من داربا»).

يعتقد غولدبلات أن المؤرخين سيستنتجون أن إرث داربا على المدى الطويل كان لمصلحة التطور البشري، «قوتنا التاريخية في المستقبل». يلاحظ أن شعار الجيش الشهير «كن كل ما يمكنك أن تكونه» يأخذ معنى جديدا عند تأمل تأثيرات التطور البشري. ربما ليس من المصادفة أن يدفع مايكل غولدبلات تطور البشر بهذه القوة في داربا. فابنته تعاني الشلل الدماغي  cerebral palsy أقعدها في كرسي متحرك طوال عمرها. وبما أنها تحتاج إلى مساعدة خارجية، فقد أدى مرضها إلى تعطيلها، لكنها تغلبت دوما على هذا العائق. ستلتحق بالجامعة وتحلم بإنشاء شركتها الخاصة.
يعترف غولدبلات بأن ابنته هي ملهمته. وكما لاحظ محرر الواشنطن بوست جويل غارو «ما يفعله هو إنفاق ملايين لا تعد من الدولارات لخلق ما سيكون ربما الخطوة التالية في التطور البشري. ومع ذلك خطر له أن التقنية التي يساعد في خلقها ربما ستسمح لابنته يوما ما ليس بالسير فقط، بل بالتفوق أيضا».

مصطلحات هامة

 الشلل الدماغي  cerebral palsy
صحون طائرة UFO
داربا Darba
آربانت  Arpanet
النظام العالمي لتحديد الموقع GPS
المنطقة 51 :  المنطقة « 51 » اسم شائع لقاعدة عسكرية في ولاية نيفادا الأمريكية، أحاطت بها نظريات المؤامرة والشائعات عن كونها مقرا لأنشطة الكائنات الفضائية، وحادثة روزويل كانت في العام 1947 ،عندما تحطم منطاد عسكري في مزرعة بولاية نيو مكسيكو، فدارت حول الحدث شائعات مشابهة ادعت أن ما تحطم هو مركبة فضائية، متهمة الحكومة الأمريكية بالتستر على الحقيقة. 



نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.

إرسال تعليق

0 تعليقات

Close Menu