خاطرة رقم 4 : لا أمل من الاستماع لصمتك...
تتدفق الكلمات سريعة من شدقيك وبصري مسمر في وجهك:أتابع التفاصيل وأتخيل المشاهد العنيفة. وددت في قرارة نفسي لو كنت معك...لو شاركتك كل برهة و كل هنيهة عشتها أو عاشتك...طالما ذكرتني بأخ لي راقد تحت التراب...سيكون فخورا لأني عرفتك وأولجتك حياتي البائسة الشجينة...
لا أمل من الاستماع لصمتك...لا فتور ولا كلل في صحبتك...تحكي فتنتسج بيني وبين هذا المحيط السحري،عبر كلماتك،وشائج مستقرة في المسام...وخلال رحلتي بعيدا عنك،في تواصلي مع الناس والعوالم،لا تغيب كلماتك المبتدعة عن ذاكرتي :الكلمات قبل الأشياء.
عندما تهاجمني الذكريات و يجتاحني الشوق،أحاول استعادة ذكريات وملامح وأقوالٍ مشتركة معك...أفعل ذلك بهاجس تهدئة ثائرة نفسي تارة ولفهم شخصيتك طورا...قد لا تكون كلمة (فهم) هي المقصودة لاننا،في النهاية،لا نفهم من نعايشهم،وبالأخص لا نفهم من نحبهم...للأسف أضحى مصطلح "الحب" في أيامنا مشبوها...أقول : لا أحد يختار أن يحب...من يحب ومتى يحب...الحب يختار رواده خفية...
أحيانا،أخوض في (تفسير) الجميل (X) مستعملا شتى الأبعاد:الفيزيولوجية،الاجتماعية والدينية... لأعثر على خيط ينتظم تلك المشاهد والمراحل ويحتوي "التناقضات" يا أبا التناقضات...تم فجأة...تنتصب أمامي شامخا عاليا...إن شخصك يترفع عن كونه مفهوما من لدن أنصاف العقول البشرية...أو كما أسميهم "أعواد البشرية"..
أورد هنا-أليس من حقي أنا كاتب الكلمات-ما سجله التاريخ كخطئ جسيم اقترفته معك قبل الفراق..
^مرة شتمته وأسأت الظن به...قبلني رغم تهوري وتسرعي الفادحين...غفر لي ذنبي وزلتي...لم أغفر لنفسي ...تركته قبل أن يتركني...فكان ما كان..^
اجتهد في حبه لي...جازيته بالخذلان...فما جزاء الإحسان إحسان في مذهبي..بئس الخذلان جزاء ! بئس الشعور الفقدان...
كنت كبيرا في ردك ...صغير كنت في ردي...احترمت سنك وقدرك لأتمرد أنا عليهما فأخسر خسرانا مبينا !!
أحيطك علما أني اشتقت لك...أني بكيت أيامي...أنك كنت أبا صالحا...وأخا شفيقا محبة وعطفا...فلتدم صداقتنا دواما أبديا سرمديا..فما الفراق بنا يليق...
إلى من كرمت أخلاقه وطهرت أعراقه وحسنت آدابه واستمسك بوده وحافظ على إخائه...إلى من بدت له هفوة سترها...وإن وقعت زلة اغتفرها وعامل بالحسنى...إلى من قدم المحبة و الإجلال طمعا في المحبة...إلى من يمقت الفلسفة وفعل التفلسف...إلى من تخلق بأخلاقه...إلى:مجهول
"أعتذر"
فالحب يا صديقي يسع كل شيء..
لنسلم أرواحنا للحب...فهو كفيل بستر الهفوات ومسح الأحقاد وتبديدها ...
فلنجعل الحب أهم اهتماماتنا وفعل الخير أولها...
فاصفح الصفح الجميل ...
0 تعليقات