Ad Code

قضايا قانونية و أخلاقية حول عملية التخاطر


قضايا قانونية 

لن يكون السؤال في المستقبل المنظور عما إذا استطاع شخص أن يقرأ أفكارناُ  سرا من جهاز ما َ خفى بعيدا، لكن فيما إذا كنا سنسمح بإرادتنا أن تسجل أفكارنا. ما الذي سيحدث عندئذ لو أن شخصا منحرفا توصل من دون إذن إلى هذه الملفات؟
يثير هذا قضية أخلاقية، لأننا لا نريد أن تقرأ أفكارنا من دون إراداتنا. يقول الدكتور برايان باسلي «هناك مخاوف أخلاقية، ليس بالنسبة إلى البحث العلمي الحالي، لكن بالنسبة إلى امتداداته المحتملة. يجب أن يكون هناك توازن. لو استطعنا بطريقة ما فك شفرة أفكار شخص ما فورا، ربما ستكون لذلك فوائد عظيمة بالنسبة إلى الآلاف من الناس المعاقين جسديا الذين لا يستطيعون التواصل الآن. لكن من جهة أخرى، هناك مخاوف كبيرة لو طبق هذا على أناس لا يريدون ذلك».

لا تكاد تصبح قراءة أفكار الناس وتسجيلها ممكنة، حتى تبرز أسئلة أخلاقية وقانونية أخرى. وهو ما يحدث كلما أدخلت تقنية جديدة. وتاريخيا، يستغرق الأمر غالبا سنوات قبل أن يتمكن القانون من معالجة تأثيراتها.

على سبيل المثال، ربما تجب إعادة صياغة قوانين الحقوق الفكرية. ما الذي يحدث لو أن شخصا سرق اختراعك بقراءة أفكارك؟ هل يمكنك إصدار براءة اختراع لأفكارك؟ ومن الذي يمتلك الفكرة حقا؟

مشكلة أخرى تحدث إذا تعلق الموضوع بالحكومة. وكما قال جون بارلو، وهوٍ  شاعر ومؤلف أغان لفرقة غريتفل ديد، «الاعتماد على الحكومة لحماية خصوصيتكُ  مثل الطلب من إنسان فضولي تركيب ستائر لنافذتك.» هل سيسمح للشرطة بأنُ  تقرأ أفكارك عندما تستجوب؟ تصدر المحاكم بالفعل أحكاما في قضايا حيث يرفض المتهم تقديم الـ «د. ن. أ» كدليل. في المستقبل، هل سيسمح للحكومة بأن تقرأ أفكارك من دون موافقتك، وإذا كان الأمر كذلك، هل ستكون مقبولة في المحاكم؟ ما مدى وثوقيتها؟ بالطريقة نفسها التي تقيس فيها آلة  MRI لكشف الكذب زيادة في نشاط الدماغ فقط، من الجدير بالملاحظة أن التفكير في الجريمة وتنفيذها أمران مختلفان. خلال الاستجواب، ربما يحاجج محامي الدفاع أن تلك الأفكار كانت مجرد عبث فوضوي ولا شيء أكثر.

تتعلق منطقة رمادية أخرى بحقوق الناس المشلولين. لو أرادوا كتابة وصية أو وثيقة قانونية، فهل يكون المسح الدماغي كافيا لإصدار وثيقة قانونية؟ افترض أن لشخص مشلول كليا عقلا قويا ونشطا، ويريد أن يوقع عقدا أو يدير أمواله. هل هذه الوثائق قانونية، مع أن التقنية ربما ليست كاملة؟

ليس هناك قانون في الفيزياء يمكنه حل هذه الأسئلة الأخلاقية. في النهاية، مع نضج هذه التقنيات، يجب أن تحل هذه القضايا في المحاكم من قبل القضاة والمحلفين.


حتى ذلك الوقت، ربما على الحكومات والمؤسسات اختراع طرق جديدة لمنع التجسس العقلي. أصبح التجسس الصناعي مسبقا صناعة تقدر بملايين الدولارات، حيث تبني الحكومات والمؤسسات «غرفا آمنة» غالية الثمن مسحت ضد أجهزة التنصت. في المستقبل (بافتراض إمكانية تصميم طريقة لسماع موجات الدماغ من مسافة،) ربما يجب تصميم غرف آمنة بحيث لا تتسرب إشارات الدماغ مصادفة منها إلى العالم الخارجي. ستكون هذه الغرف الآمنة محاطة بجدران معدنية، وستشكل قفص فاراداي يحمي الغرفة من العالم الخارجي.

في كل مرة استخدم فيها نوع جديد من الأشعة، حاول الجواسيس استخدامها للتجسس، وربما لن تكون موجات الدماغ استثناء عن ذلك. تتعلق أشهر حالة بجهاز أشعة ميكروية صغير خبئ في الختم العظيم للولايات المتحدة في السفارة الأمريكية في موسكو. من العام  1945 حتى العام 1952 ،كان هذا الجهاز يصدر رسائل على درجة عالية من السرية من ديبلوماسيين أمريكيين مباشرة إلى السوفييت.
حتى خلال أزمة برلين في العام  1948 والحرب الكورية، استخدم السوفييت هذا الجهاز لفك شفرة ما تخطط له الولايات المتحدة. ربما كان ليستمر في تسريب أسرار حتى اليوم، مغيرا مسار الحرب الباردة والتاريخ العالمي، لكنه اكتشف مصادفة عندما سمع مهندس بريطاني محادثات سرية على موجة مفتوحة للراديو. صدم المهندسون الأمريكيون عندما فككوا التنصت؛ لقد فشلوا في اكتشافه سنوات لأنه كان محايدا، ولا يتطلب مصدرا للطاقة (تجنب السوفييت اكتشافه بمهارة لأن الجهاز كان ينشط بأشعة ميكروية من مصدر بعيد). من المحتمل أن تصنع أجهزة تجسس في المستقبل لتفسير موجات الدماغ أيضا.

على الرغم من أن قدرا كبيرا من هذه التقنية مازال بدائيا، فإن التخاطر يتحول ببطء إلى حقيقة في الحياة. في المستقبل، ربما سنتفاعل مع العالم عبر العقل. لكن العلماء يودون أن يمضوا إلى أبعد من مجرد قراءة العقل، والتي هي عملية حيادية. إنهم يؤيدون دورا فاعلا – لتحريك الأجسام بالعقل. فالتحريك بالعقل قوة عزيت عادة إلى الآلهة. إنها القدرة الإلهية على تشكيل الحقيقة بحسب ما تريد. إنها التعبير الأعلى عن أفكارنا ورغباتنا.



وسنحصل عليها قريبا .

مصطلحات هامة 

التصوير بالرنين المغناطيسي MRI
Great Seal of the United States  هو الختم الذي تستخدمه الحكومة الأمريكية للمصادقة على الوثائق ُ الرسمية، وقد استخدم للمرة الأولى في العام .



نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.

إرسال تعليق

0 تعليقات

Close Menu