Ad Code

المستوى 2 من الوعي : العصبونات المرآتية و العثور على موقعنا في المجتمع


المستوى 2 : العثور على موقعنا في المجتمع

بينما يستخدم المستوى  1من الوعي الأحاسيس لإنشاء نموذج عن موقعنا الفيزيائي في المكان، يخلق المستوى  2من الوعي نموذجا لموقعنا في المجتمع.

دعنا نقل إننا سنذهب إلى حفلة كوكتيل، حيث يوجد أناس مهمون في مجال مهنتنا. وبينما نمسح الغرفة بأعيننا، محاولين تمييز الناس الذين يعملون معنا، يحصل تبادل مكثف بين الحصين (الذي يحتفظ بالذكريات،) واللوزة (التي تتعامل مع الانفعالات،) والقشرة أمام الجبهية (التي تركب هذه المعلومات بعضها مع بعض.

ومع كل صورة يلصق الدماغ آليا انفعالا ما، كالفرح أو الخوف أو الغضب أو الغيرة، ويعالجه في اللوزة.

إذا أبصرت منافسك الرئيس، الذي تشك في أنه يطعنك في الظهر، فإن انفعال الخوف يعالج من قبل اللوزة التي ترسل رسالة مستعجلة إلى القشرة أمام الجبهية، منبهة إياها إلى الخطر المحتمل. في الوقت ذاته ترسل إشارات إلى نظام غددك الصم للبدء في ضخ الأدرينالين والهرمونات الأخرى إلى الدم. وبالتالي تتسارع ضربات قلبك وتهيئك لاستجابة على شكل (قاتل - أو - اهرب.

يوضح هذا في الشكل .



لكن أبعد من مجرد التعرف ببساطة على الناس، فإن للدماغ القدرة الخارقة على تخمين ما يفكر فيه الآخرون. تدعى هذه نظرية العقل، وهي نظرية اقترحت لأول مرة من قبل ديفيد بريماك من جامعة بنسلفانيا، وتتلخص في القدرة على استنتاج أفكار الآخرين. في أي مجتمع معقد، فإن أي شخص يستطيع تخمين نوايا الآخرين ودوافعهم وخططهم بشكل صحيح يمتلك ميزة هائلة في البقاء بالمقارنة بآخرين غير قادرين على ذلك. تسمح نظرية العقل لك بتشكيل تحالفات مع الآخرين، وعزل أعدائك، وتثبيت صداقاتك التي تزيد بشدة من قدرتك وفرصك على التزاوج والبقاء حيا. يعتقد بعض علماء الإنسانيات أن التفوق في نظرية العقل ضروري في عملية تطور الدماغ.

لكن كيف أنجزت نظرية العقل؟ أحد أدلتها ظهر في العام  1996مع اكتشاف «العصبونات المرآتية» من قبل جياكومو ريزولاتي وليوناردو فوغاسي وفيتوريو غاليسي. تطلق هذه العصبونات عندما تؤدي مهمة معينة، وأيضا عندما ترى شخصا آخر يؤدي المهمة ذاتها. (تطلق العصبونات المرآتية أيضا عند الانفعال وكذلك لأفعال فيزيائية.... إذا شعرت بانفعال معين، وفكرت في أن شخصا آخر يحس بالانفعال نفسه، فإن العصبون المرآتي سوف يطلق.)

العصبونات المرآتية ضرورية للتقليد وللتعاطف أيضا، فهي تعطينا القدرة ليس فقط على تقليد المهمات المعقدة التي يقوم بها الآخرون، بل تعطينا أيضا الإحساس بالانفعالات التي يشعرون بها، لذا ربما كانت العصبونات المرآتية ضرورية لتطورنا ككائنات بشرية، لأن التعاون ضروري لربط الجماعة بعضها ببعض.

اكتشفت العصبونات المرآتية لأول مرة في المناطق أمام الحركية من أدمغة القردة. غير أنه منذ ذلك الوقت اكتشفت في البشر بالقشرة أمام الجبهية. يعتقد الدكتور راماتشاندران أن العصبونات المرآتية كانت ضرورية لإعطائنا القدرة على الوعي بالذات، ويستنتج: «أتنبأ بأن تفعل العصبونات المرآتية في علم النفس ما فعلته الدنا في علم الأحياء: ستقدم إطارا موحدا، وستساعد في تفسير مجموعة من القدرات العقلية التي بقيت حتى الآن سرا. وغير متاحة للتجارب» . علينا أن نشير مع ذلك إلى أن النتائج العلمية جميعها يجب أن تختبر ويعاد التأكد منها. (ليس هناك شك في أن بعض العصبونات تقوم بهذا التصرف المهم المتعلق بالتعاطف والتقليد و...إلخ، لكن هناك بعض الجدل حول ماهية هذه العصبونات المرآتية. على سبيل المثال، يدعي بعض النقاد أن هذه التصرفات ربما تكون شائعة للكثير من العصبونات، وأنه ليس هناك صنف واحد من العصبونات مكرس لهذا التصرف.



نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.

Post a Comment

0 Comments

Close Menu