لقاء رائد فضاء غريب
على النقيض من الأفلام، ربما لن نلتقي بكائنات غريبة بلحمها ودمها. سيكون هذا ببساطة خطيرا جدا وغير ضروري. بالطريقة ذاتها التي أرسلنا فيها مارس روفر للاستكشاف، من المحتمل أن يرسل الغرباء بدائل ميكانيكية / عضوية أو أفاتارات، والتي يمكنها أن تعالج مشاكل السفر عبر الفضاء بشكل أفضل. بهذه الطريقة ربما لا يشبه «الغرباء» الذين نصادفهم على مرج البيت الأبيض أسيادهم على الكوكب الأم إطلاقا. بدلا من ذلك، سينشر الأسياد وعيهم في الفضاء من خلال وكلاء.
الأكثر احتمالا مع ذلك أنهم سيرسلون مجسا إنساليا إلى قمرنا، المستقر جيولوجيا، ومن دون عمليات حت. هذه الإنساليات ستكون ذاتية التكاثر، أي أنها ستنشئ مصنعا وتنتج ألف نسخة عنها. (تدعى هذه مجسات فون نيومان، على اسم الرياضي جون فون نيومان الذي وضع أسس الحاسبات الرقمية. كان فون نيومان أول رياضي يدرس بجد مسألة الآلات التي تتكاثر ذاتيا). يطلق الجيل الثاني من المجسات بعد ذلك إلى أنظمة نجمية أخرى، حيث يقوم كل منها بدوره بخلق ألف مجس من الجيل الثالث، مما يجعل العدد الكلي يصل إلى مليار. ثم ستنتشر تلك المجسات وتنشئ مصانع أكثر خالقة مليار مجس. بدءا من مجس واحد، سيكون لدينا ألف ثم مليون ثم مليار مجس. خلال خمسة أجيال سيكون لدينا كوادرليون مجس. وسريعا ما تصبح لدينا كرة هائلة تمتد بسرعة الضوء تحتوي على تريليونات التريليونات من المجسات تستعمر المجرة بكاملها خلال بضع مئات الآلاف من السنين.
يأخذ الدكتور ديفيس فكرة التكاثر الذاتي لفون نيومان على محمل الجد، بحيث إنه تقدم بطلب لتمويل بحث لاستكشاف سطح القمر بحثا عن دليل على زيارة سابقة لغرباء. يريد أن يمسح القمر بحثا عن إصدارات راديوية، أو شذوذات في الإشعاع، ستدل على دليل لزيارة غرباء، ربما منذ ملايين السنين. كتب ورقة علمية مع الدكتور روبرت فاغنر في المجلة العلمية آكتا أسترونوتيكا Acta Astronautica يدعوان فيها إلى فحص دقيق للصور من قمر الاستطلاع حول القمر حتى دقة 1.5 قدم.
كتبا ما يلي: «على الرغم من أن هناك احتمالا ضئيلا بأن تترك حضارة غريبة آثارا على القمر في شكل أدوات أو تعديلات لخصائصه، فإن ميزة القمر هو أنه قريب منا» ، وأيضا ستبقى الآثار محفوظة لفترات طويلة من الزمن. وبما أنه لا يوجد هناك حت على سطح القمر ستبقى الآثار التي يتركها الغرباء مرئية (بالطريقة ذاتها التي يمكن أن تظل فيها بصمات أقدام رواد الفضاء في السبعينيات، من حيث المبدأ، مليارات السنين).
إحدى المشاكل هي أن مجس فون نيومان ربما يكون صغيرا جدا. تستخدم المجسات النانوية الآلات الجزيئية، والـ MEMs وبالتالي ربما تكون بحجم سلة الخبز، كما قال لي، أو ربما أصغر. (في الحقيقة، لو هبط مثل هذا المجس على الأرض في فناء بيت ما، فربما لن يلحظه مالك البيت على الإطلاق).
لكن هذه الطريقة تمثل الطريقة الأكفأ لاستعمار المجرة، باستخدام النمو الأسي لمجسات فون نيومان ذاتية التكاثر. (هذه أيضا هي الطريقة التي تغزو بها الجراثيم أجسامنا. تبدأ بحفنة من الجراثيم التي تستقر على خلايانا، وتختطف آلية التكاثر، وتحول خلايانا إلى مصانع لخلق مزيد منها. وخلال أسبوعين يمكن لفيروس واحد أن يعدي تريليونات الخلايا، وفي النهاية نعطس).
لو صح هذا السيناريو فسيعني أن قمرنا هو المكان الأكثر احتمالا لزيارة غرباء. هذا هو أيضا محور الفيلم «2001: الأوديسة الفضائية»، والتي تمثل إلى اليوم اللقاء الأكثر قبولا مع حضارة غير أرضية. في الفيلم، يوضع مجس على قمرنا منذ ملايين السنين لمراقبة تطور الحياة على الأرض بشكل رئيس. في بعض الأحيان تتدخل هذه المجسات في عملية تطورنا وتعطيها دفعا إضافيا. ثم ترسل هذه المعلومة بعد ذلك إلى المشتري، والذي يعمل كمحطة تحويل، قبل أن تتوجه إلى الكوكب الأصلي لهذه الحضارة الغريبة القديمة.
من وجهة نظر هذه الحضارة المتقدمة، والتي يمكنها مسح مليارات الأنظمة النجمية في الوقت ذاته، فإن لديها حرية كبيرة في اختيار النظام الكوكبي الذي تود استعماره. وباعتبار ضخامة المجرة يمكنها تجميع معلومات ثم اختيار أفضل الكواكب والأقمار التي تعطي أفضل الموارد. من وجهة نظرها، قد لا تكون الأرض جذابة.
مصطلحات هامة
آكتا أسترونوتيكا Acta Astronautica
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
0 تعليقات