برمجة العواطف

في هذا النقاش تجنبنا حتى الآن السؤال الصعب حول كيفية برمجة هذه العواطف في حاسوب. وبسبب تعقيدها، ربما يجب برمجة العواطف على مراحل.

أولا، الجزء السهل هو تمييز عاطفة ما بتحليل الإشارات في وجه الشخص أو شفتيه أو حاجبيه أو نبرة صوته. تقنية التعرف على الوجه اليوم قادرة بالفعل على خلق قاموس من العواطف، بحيث تعني تعبيرات وجه معينة أشياء معينة. هذه العملية ترجع في الحقيقة إلى تشارلز داروين، الذي قضى قدرا كبيرا من الوقت يصنف العواطف المشتركة للحيوانات والإنسان.

ثانيا، على الإنساليات أن تستجيب بسرعة إلى هذه العاطفة. هذا سهل أيضا. إذا ضحك شخص فسيبتسم الإنسالي. إذا غضب شخص فسيحاول الإنسالي جاهدا تجنب النزاع معه. سيمتلك الإنسالي موسوعة كبيرة من العواطف المبرمجة، وبالتالي سيعرف كيف يستجيب بسرعة لكل شخص.

المرحلة الثالثة، ربما كانت هي الأصعب لأنها تشمل محاولة تقرير العاطفة المؤسسة للعاطفة الأصلية. هذا صعب لأن ظروفا مختلفة يمكنها أن تطلق عاطفة واحدة. ربما يعني الضحك أن شخصا ما مسرور، أو سمع نكتة، أو شاهد شخصا يسقط. أو ربما تعني أن شخصا ما مضطرب وقلق، أو يقصد إهانة آخر. بالمثل، لو كان شخص ما يصرخ ربما تكون حالة طارئة أو ربما يتفاعل شخص ما بسرور ودهشة. إن تحديد السبب وراء العاطفة مهارة صعبة حتى بالنسبة إلى البشر. لفعل هذا على الإنسالي أن يسجل أسبابا محتملة عدة وراء العاطفة، ويحاول تقرير السبب الأكثر قربا. هذا يعني محاولة إيجاد سبب وراء العاطفة التي تناسب البيانات بشكل أفضل.

ورابعا، لا يكاد إن يقرر الإنسالي أصل هذه العاطفة حتى يتعين عليه أن يأتي باستجابة ملائمة. هذا صعب أيضا لأن هناك غالبا استجابات عدة ممكنة، وربما تجعل الاستجابة الخطأ الوضع أسوأ. يمتلك الإنسالي مسبقا ضمن برمجياته قائمة من الاستجابات الممكنة للعاطفة الأصلية. وعليه أن يحسب أي واحدة منها ستخدم الوضع بشكل أفضل، مما يعني تمثيل المستقبل.




نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.