إنساليات عاطفية

فلنتعرف على «ناو».

عندما يكون سعيدا، يمد يديه ليحييك، طالبا منك ضمة كبيرة. وعندما يكون حزينا يخفض وجهه للأسفل ويبدو وحيدا، بكتفيه المقوستين للأمام. وعندما يكون خائفا ينكمش من الخوف حتى يربت شخص ما على رأسه مطمئنا.

إنه مثل صبي في العام الأول من العمر، عدا إنه إنسالي. يبلغ طول ناو قدما ونصف القدم، ويبدو مثل بعض الإنساليات التي تراها في دكان ألعاب، مثل «المتحولين» Transformers ، عدا أنه أحد أكثر الإنساليات العاطفية تطورا على الأرض. صنع من قبل علماء من جامعة هيرتفوردشاير في المملكة المتحدة مولت بحوثهم من قبل الاتحاد الأوروبي.

برمجه صانعوه ليظهر مشاعر كالسعادة والحزن والخوف والإثارة والفخر. وبينما كان للإنساليات الأخرى إشارات لفظية ووجهية توصل عواطفهم، يبرع ناو في لغة الجسد، مثل وضع الجسم والإشارة، حتى إن ناو يرقص.



وعلى النقيض من إنساليات أخرى تتخصص في إتقان مجال معين من العواطف، أتقن ناو مجالا واسعا من الاستجابات العاطفية. أولا يحدق ناو في وجوه الزوار، ويميزهم ويتذكر تفاعلاته السابقة مع كل منهم. ثانيا، يبدأ بتتبع حركاتهم. على سبيل المثال، يستطيع أن يلاحق نظراتهم، ويعرف ما الذي ينظرون إليه. ثالثا، يبدأ في الارتباط بهم، ويتعلم الاستجابة لإشاراتهم. على سبيل المثال، إذا ابتسمت له أو ربت على رأسه فإنه يعلم أن هذه علامة إيجابية. ولأن دماغه يحتوي على شبكات عصبونية فإنه يتعلم من التفاعلات مع البشر. رابعا، يظهر ناو عواطفه استجابة لتفاعلاته مع الناس. (استجاباته العاطفية كلها مبرمجة مسبقا مثل مسجل شريط، لكنه يقرر أي عاطفة ينتقي لتناسب الظرف). وأخيرا، كلما تفاعل ناو مع البشر أصبح أفضل في فهم أمزجتهم، وأصبحت الرابطة بينهما أقوى.

لا يمتلك ناو شخصية واحدة فقط، لكن بإمكانه أن تكون له عدة شخصيات. ولأنه يتعلم من تفاعلاته مع البشر وكل تفاعل فريد من نوعه، تبدأ في النهاية شخصيات مختلفة في الظهور. على سبيل المثال ربما تكون إحدى الشخصيات مستقلة تماما، لا تتطلب الكثير من التوجيه من البشر. شخصية أخرى قد تكون خجولة وخائفة، تفزع من أجسام في غرفة، وتتطلب تدخل البشر باستمرار.

رئيسة مشروع ناو هي الدكتورة لولا كانيمارو، وهي عالمة حاسوب في جامعة هيرتفوردشاير. للبدء في هذا المشروع الطموح حللت تفاعلات الشمبانزي. كان هدفها إعادة إنتاج التصرف العاطفي لشمبانزي في السنة الأولى من عمره قدر ما تستطيع.

ترى الدكتورة لولا تطبيقات مباشرة لهذه الإنساليات العاطفية. ومثل الدكتورة بريزيل، تريد أن تستخدم هذه الإنساليات لتخفيف قلق الأطفال الصغار في المشافي. تقول: «نريد أن نختبر أدوارا مختلفة – ستساعد الإنساليات الأطفال في فهم رحلة علاجهم، وتشرح لهم ما الذي عليهم أن يفعلوه. نريد مساعدة الأطفال على التحكم في قلقهم».

إمكانية أخرى هي أن تصبح الإنساليات مرافقين في دور الرعاية. يمكن لناو أن يصبح إضافة مفيدة للعاملين في مشفى. في مرحلة ما، ربما تصبح إنساليات كتلك رفاق لعب للأطفال، وجزءا من العائلة.

«من الصعب التنبؤ بالمستقبل، لكن لن يمضي وقت طويل قبل أن يصبح الحاسوب أمامك إنساليا اجتماعيا. سيمكنك التحدث معه، والتغزل به، أو حتى الغضب منه والصراخ فيه – وسيفهمك ويفهم عواطفك» ، يقول الدكتور تيرينس سيجنوفسكي من معهد سولك بالقرب من سان دييغو. هذا هو الجزء السهل. الجزء الصعب هو قياس استجابة الإنسالي بناء على هذه المعلومات. إذا كان المالك غاضبا أو غير مسرور، فيجب أن يكون الإنسالي قادرا على إدخال ذلك ضمن استجابته.

مصطلحات هامة

المتحولين  Transformers 



نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.