أول اتصال في هذا القرن
ليس هذا سؤالا أكاديميا. بالنظر إلى التطورات المهمة في الفيزياء الفلكية، ربما نجري اتصالا بالفعل مع ذكاء غريب في العقود القادمة. وقد تحدد كيفية تجاوبنا معهم أحد أكثر الأحداث محورية في التاريخ البشري.
هناك عدة تطورات تجعل هذا اليوم ممكنا.
أولا، في العام 2011 أعطى قمر كيبلر الاصطناعي العلماء لأول مرة في التاريخ «إحصائية» حول مجرة درب اللبانة. بعد تحليل الضوء من آلاف النجوم، وجد قمر كيبلر أن واحدا من مائتين قد يحوي كوكبا شبيها بالأرض في المنطقة القابلة للحياة. لأول مرة، أمكننا أن نحسب عدد النجوم التي يمكن أن تكون شبيهة بالأرض ضمن مجرة درب اللبانة: نحو مليار. وبينما ننظر إلى النجوم البعيدة، لدينا سبب وجيه للتساؤل فيما إذا كان هناك من ينظر إلينا.
حتى الآن حلل أكثر من ألف كوكب خارج المجموعة الشمسية بالتفصيل بواسطة مناظير فلكية على الأرض(يعثر الفلكيون على كوكبين خارجيين في المعدل كل أسبوع) لسوء الحظ فإنها كلها تقريبا كواكب بحجم المشتري، خالية ربما من أي مخلوقات شبيهة بمخلوقات الأرض. لكن هناك حفنة من «كواكب أرضية فائقة»، وهي كواكب صخرية أكبر بعدة مرات من الأرض. ميز قمر كيبلر مسبقا نحو 2500 كوكب مرشح خارجي في الفضاء، حفنة منها تبدو شبيهة جدا بالأرض. هذه الكواكب تقع على المسافة الصحيحة تماما من نجومها الأم، بحيث تجعل من الممكن وجود محيطات سائلة. والماء السائل هو «المحلول العام» الذي يذيب معظم المواد الكيمياوية العضوية كالدنا والبروتينات.
في العام 2013 أعلن علماء ناسا أعظم اكتشافاتهم باستخدام قمر كيبلر:
كوكبان خارجيان قريبان من أن يكونا توأمين للأرض. يقعان على بعد 1200 سنة ضوئية بعيدا عنا في تجمع ليرا. وهما أكبر من الأرض بـ 40 في المائة و 60 في المائة فقط. والأكثر أهمية أن كليهما يقع ضمن منطقة قابلة للحياة من النجم الأم، لذا فهناك إمكانية أن تكون فيهما محيطات سائلة. ومن جميع الكواكب التي حللت حتى الآن، فهما الأقرب إلى أن يكونا صورتين مماثلتين عن كوكب الأرض.
أكثر من ذلك، أعطانا مقراب هابل الفضائي تقديرا للعدد الكلي من المجرات في الكون المرئي: مائة مليار. لذا يمكننا حساب عدد الكواكب الشبيهة بالأرض في الكون المرئي: مليار ضرب مائة مليار، أو مائة كوينتيليون كوكب شبيه بالأرض.
هذا حقا رقم فلكي، لذا فاحتمال وجود حياة في الكون هو احتمال كبير فلكيا، خصوصا عندما تعتبر أن الكون بعمر 13.8 مليار سنة، أي أن هناك متسعا من الوقت لصعود إمبراطوريات ذكية – وربما لسقوطها. في الحقيقة، سيكون الأمر أكثر إعجازا لو أن حضارة متقدمة أخرى لم توجد.
0 تعليقات