سيتي والحضارات الغريبة
ثانيا، تتطور تقنية المقراب الراديوي بسرعة أكبر. حتى الآن حلل عن كثب نحو ألف نجم فقط للعثور على دلائل على وجود حياة ذكية. لكن هذا الرقم سيرتفع في العقود القادمة بعامل مليون.
يعود استخدام المقراب الراديوي للعثور على حضارات غريبة إلى العام 1960 ، عندما بدأ الفلكي فرانك دريك مشروع «أوزما» Ozma (على اسم ملكة أوز) ، باستخدام مقراب راديوي بحجم 25 مترا في غرين بانك في ولاية فرجينيا الغربية.ّ أشر هذا إلى ميلاد مشروع «سيتي» SETI (البحث عن كائنات ذكية خارج الأرض) لسوء الحظ، لم تلتقط أي إشارة من غرباء، لكن في العام 1971 اقترحت ناسا «مشروع سيكلوبس» Cyclops الذي افترض أن يحتوي على 1500 مقراب راديوي بتكلفة 10 مليارات دولار.
ليس من المستغرب أن المشروع لم يتطور، إذ إن الكونغرس لم يكن متحمسا له.
توافر التمويل لمقترح أكثر تواضعا: إرسال رسالة مشفرة بعناية في العام 1971 إلى الغرباء في الفضاء الخارجي. أرسلت رسالة مشفرة تحوي 1679 حرفا من المعلومات عبر المقراب الراديوي الضخم «أريسيبو» Arecibo في بورتو ريكو نحو التجمع النجمي الكروي M13 ، الذي يبعد نحو 25100 سنة ضوئية عنا. كانت تلك أول بطاقة تحية كونية في العالم، تحوي معلومات تتعلق بالجنس البشري. لكن لم يتم تلقي أي رد. ربما لم يكن الغرباء مهتمين بنا، أو ربما أعاقت سرعة الضوء ذلك. بالنظر إلى بعد المسافات، فإن أول تاريخ متوقع لرسالة رد سيكون بعد 52174 سنة من الآن.
منذ ذلك الوقت، عبر بعض العلماء عن مخاوفهم من الإعلان عن وجودنا للغرباء في الفضاء، على الأقل يجب التريث حتى نعرف نواياهم تجاهنا. اختلفوا مع مؤيدي مشروع ميتي METI (التراسل مع الكائنات الذكية خارج الأرض) الذين يؤيدون بحماس إرسال إشارات إلى حضارات غريبة في الفضاء. كان المنطق وراء مشروع ميتي METI هو أن الأرض أرسلت مسبقا عددا كبيرا من إشارات الراديو والتلفاز إلى الفضاء الخارجي، لذا فإرسال بضع رسائل أخرى لن يكون ذا تأثير كبير. لكن منتقدي مشروع ميتي METI يعتقدون أننا يجب ألا نزيد من فرص اكتشافنا من قبل غرباء ربما يكونون أعداء محتملين.
في العام 1995 استعان الفلكيون بمصادر تمويل خاصة للبدء بمعهد سيتي SETI في مدينة ماونتن فيو في كاليفورنيا، لتركيز البحث والبدء بمشروع فينيكس، والذي يسعى إلى دراسة ألف نجم قريب شبيه بالشمس في المجال الراديوي 1200 إلى 3000 ميغاهرتز. الجهاز حساس جدا بحيث يمكنه أن يلتقط إصدارات من نظام رادار مطار يبعد مائتي سنة ضوئية عنا. ومنذ تأسيسه، مسح معهد سيتي أكثر من ألف نجم بتكلفة 5 ملايين دولار في السنة، لكنه لم يكن محظوظا.
المقاربة الأحدث هي مشروع SETI@home ، الذي أطلق من قبل فلكيين في جامعة كاليفورنيا - بيركلي في العام 1999 ، والذي يستخدم جيشا غير رسمي من ملايين مالكي الحواسب الشخصية. يمكن لأي شخص المشاركة في هذا البحث التاريخي. بينما تكون نائما في الليل، يتلقى حافظ شاشتك بعض البيانات التي تتدفق من مقراب أريسيبو الراديوي في بورتو ريكو. حتى الآن سجل 5.2 ملايين مستخدم في 234 دولة. ربما حلم هؤلاء الهواة أنهم سيكونون أول من يتصل بحياة غريبة في التاريخ البشري. ومثل كولومبوس، فقد تسجل أسماؤهم في سجل التاريخ البشري. نما مشروع SETI@home بسرعة كبيرة جدا بحيث إنه أصبح في الواقع أكبر مشروع حاسوبي من نوعه في العالم.
عندما قابلت الدكتور دان ويرثايمر، مدير مشروع SETI@home ، سألته كيف يمكنهم التمييز بين رسائل مزورة وأخرى حقيقية . قال شيئا أثار دهشتي. قال لي إنهم أحيانا «يزرعون» عن قصد بيانات من المقارب الراديوية بإشارات مزيفة من حضارة ذكية متخيلة. لو لم يلتقط أي شخص هذه الرسائل المزيفة فإنهم يعلمون أن هناك خطأ في برمجياتهم. الدرس هنا هو أنه لو أعلن حافظ شاشة حاسوبك الشخصي اكتشاف رسالة من حضارة غريبة، يرجى عدم تبليغ الشرطة أو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فورا. فربما تكون رسالة مزيفة.
رابط موقع مشروع SETI@home هنا
مصطلحات هامة
أوزما Ozma إحدى شخصيات رواية الأطفال الشهيرة «ساحر أوز العجيب» The Wonderful Wizard of Oz لمؤلفها الأمريكي ليمان فرانك بوم.
سيتي البحث عن الذكاء الخارجي SETI The Search for Extrterrestrial Intelligent
ميتي الرسائل إلى الذكاء الخارجي METI Messaging to Extrterrestrial Intelligence
ميتي الرسائل إلى الذكاء الخارجي METI Messaging to Extrterrestrial Intelligence
مشروع سيكلوبس Cyclops
أريسيبو Arecibo
مشروع SETI@home
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
0 تعليقات