مسارات مستقبلية

في الوقت الحاضر، ليس هناك علاج للمرضى بأمراض عقلية. تاريخيا، كان الأطباء بلا حول ولا قوة في معالجتها. لكن الطب الحديث أعطانا أشكالا مختلفة من الاحتمالات والعلاجات الجديدة لحل هذه المشكلة القديمة. بعضها يشمل التالي:

  1 العثور على ناقلات عصبية جديدة وعقاقير جديدة تنظم إعطاء الإشارة للعصبونات.

  2 تحديد الجينات المرتبطة بالأمراض العقلية المختلفة، وربما استخدام المعالجة الجينية.

  3 استخدام التحفيز العميق للدماغ لإخماد النشاط العصبي في مناطق معينة أو زيادته.

  4 استخدام آلات EEG ، و MRI و MEG و TES لفهم كيف يختل عمل الدماغ بالضبط.

  5 في الفصل حول الهندسة العكسية للدماغ، سنستكشف منحى واعدا آخرّ  يصور الدماغ بكامله مع ممراته العصبية كلها. ربما يكشف هذا في النهاية سر الأمراض العقلية.

لكن لفهم التنوع الكبير في الأمراض العقلية، يعتقد بعض العلماء أنه من الممكن تجميعها كلها في مجموعتين رئيستين على الأقل، كل منها تتطلب مقاربة مختلفة:

  1 اضطرابات عقلية تتعلق بإصابة في الدماغ.

  2 اضطرابات عقلية تنشأ نتيجة ربط غير صحيح ضمن الدماغ.

يتضمن النوع الأول الباركنسون والصرع وألزهايمر ومجموعة واسعة من الاضطرابات الناجمة عن السكتات الدماغية أو الأورام، حيث يصاب نسيج الدماغ ويتعطل. في حالة الباركنسون والصرع، هناك عصبونات فائقة النشاط في منطقة محددة من الدماغ. في مرض ألزهايمر يخرب تراكم ألواح الأميون amyon plaque  نسيج الدماغ، بما في ذلك الحصين. في السكتات والأورام تصمت أنحاء معينة من الدماغ، مما يسبب مشاكل سلوكية عديدة. يجب أن يعالج كل واحد من هذه الاضطرابات بشكل مختلف، بما أن كل عطل يختلف عن الآخر. ربما يتطلب الباركنسون والصرع مجسات لإسكات المناطق فائقة النشاط من الدماغ، بينما يكون العطل من مرض ألزهايمر والأورام غالبا غير قابل للعلاج.

في المستقبل سنرى تطورات في طرق التعامل مع هذه الأجزاء المصابة من الدماغ، إضافة إلى تقنية التحفيز العميق للدماغ والحقول المغناطيسية. ربما تحل الخلايا الجذعية يوما ما محل نسج الدماغ المعطوبة. أو ربما يمكن إيجاد بدائل صناعية لتعوض تلك المناطق المتضررة باستخدام الحاسبات. في هذه الحالة، سيزال النسيج المعطوب أو يستبدل، إما عضويا وإما إلكترونيا.

يشمل الصنف الثاني اضطرابات نتجت عن توصيل خاطئ في الدماغ. ربما تقع الاضطرابات كالفصام والوسواس القهري والاضطراب ثنائي القطب ضمن هذا النوع. ربما تكون كل منطقة من الدماغ صحية وسليمة نسبيا، لكن قد تكون واحدة منها أو أكثر موصولة بشكل خاطئ، مما يؤدي إلى معالجة الرسائل بشكل خاطئ أيضا. من الصعب معالجة هذا النوع، لأن توصيلات الدماغ ليست مفهومة تماما. حتى الآن، تكون الطريقة الرئيسة للتعامل مع هذه الاضطرابات من خلال العقاقير التي تؤثر في الناقلات العصبية، لكن مازال هناك كثير من التجربة والخطأ في هذا المجال.



غير أن هناك حالة مغيرة أخرى من الوعي أعطتنا رؤية جديدة على عمل العقل. كما قدمت منظورا جديدا عن كيفية عمل الدماغ، وما قد يحدث إذا كان هناك اضطراب. هذه الحالة هي حقل الذكاء الصنعي AI . على رغم أن هذا الحقل مازالّ  في المهد، فإنه فتح رؤى عميقة على عملية التفكير، وعمق فهمنا للوعي الإنساني. لذا فالسؤال هو: هل يمكن تحقيق الوعي السيليكوني؟ إذا كان الأمر كذلك، فكيف يختلف عن الوعي الإنساني، وهل سيحاول يوما ما التحكم فينا؟

مصطلحات هامة

 ألواح الأميون amyon plaque
الذكاء الصنعي AI


نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.