Ad Code

كائنات واعية على شكل طاقة بحتة


كائنات عائمة من الطاقة

هناك ميزة أخرى لاستخدام الحاسبات الكمومية لمعالجة هذا الجبل من البيانات، وهي فرصة خلق كائنات من الطاقة يمكنها التحليق والعوم في الهواء، والتي تظهر كثيرا في قصص التشويق والخيال العلمي. ستمثل هذه الكائنات الوعي بشكله الأنقى. في البداية، مع ذلك، قد يبدو أنها تخترق قوانين الفيزياء، بما أن الضوء يسافر دوما بسرعة الضوء.

لكن في العقد الأخير، احتل فيزيائيون من جامعة هارفارد العناوين العريضة للصحف عندما أعلنوا أنهم يستطيعون إيقاف شعاع من الضوء تماما في مساره. بدا أن هؤلاء الفيزيائيين حققوا المستحيل، حيث بطأوا شعاعا ضوئيا إلى سرعة خفيفة أمكن بعدها وضعه في قارورة. لا يبدو التقاط شعاع من الضوء في قارورة بهذه الصعوبة لو نظرت بعناية إلى كأس من الماء. مع دخول شعاع ضوئي إلى الماء، يتباطأ الشعاع، وينحني وهو يدخل الماء بزاوية. بالمثل، ينحني الضوء مع دخوله الزجاج، مما يجعل المقراب والمجهر ممكنين. يأتي سبب هذا كله من نظرية الكم.



فكر في بريد بوني السريع  Pony Express القديم، الذي كان ينقل البريد في القرن التاسع عشر في الغرب الأمريكي. يمكن لكل حصان أن يركض بين محطتي إرسال بسرعة عالية. لكن الاختناق كان عامل التأخير عند كل محطة، حيث يجب استبدالّ  البريد والراكب والحصان. خفض هذا من السرعة المتوسطة للبريد كثيرا. بالطريقة نفسها يسافر الضوء أيضا في الفراغ بين الذرات بسرعة الضوء، بنحو  186282 ميلا في الثانية. لكنه عندما يرتطم بذرات، يتباطأ ويمتص لفترة قصيرة، ثم يعاد إصداره من قبل الذرات ليمضي في طريقه بعد جزء من الثانية. هذا التأخير الطفيف مسؤول، في المتوسط، عن تباطؤ أشعة الضوء ظاهريا في كأس من الماء.

استغل علماء هارفارد هذه الظاهرة، آخذين حاوية من الغاز، ومبردين إياها بعناية إلى قرب الصفر المطلق. عند درجات حرارة التجمد هذه تمتص ذرات الغاز شعاعا من الضوء فترات أطول وأطول من الزمن قبل أن تعيد إصدارها. لذا فبزيادة عامل التأخير هذا، يمكنهم إبطاء سرعة شعاع الضوء حتى يتوقف. مازال الشعاع الضوئي ينتقل بسرعة الضوء بين ذرات الغاز، لكنه يمضي مقدارا متزايدا من الوقت ممتصا منها.

ّ يثير هذا احتمال أن يفضل الكائن الواعي البقاء على شكل طاقة بحتة، والتجوال في الفضاء كشبح تقريبا على شكل طاقة بحتة بدلا من التحكم في بديل.

إذن في المستقبل، عندما ترسل أشعة ليزرية تحتوي على مخططات أدمغتنا إلىّ  النجوم، ربما تحول إلى سحابة من الجزيئات الغازية ثم تعبأ ضمن قارورة. تشبه «قارورة الضوء» هذه كثيرا الحاسب الكمومي. فكل منهما يحتوي على مجموعة من الذرات التي تهتز بتناغم، حيث تكون الذرات متزامنة في الطور بعضها مع بعض. وكل منهما يمكنه القيام بحسابات معقدة أبعد من قدرة أي حاسوب عادي. لذا فإن حل مشاكل الحاسبات الكمومية ربما يعطينا أيضا القدرة على التحكم في «قوارير الضوء» هذه.

مصطلحات هامة

بريد بوني السريع  Pony Express


نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.

إرسال تعليق

0 تعليقات

Close Menu