الدخول في حلم

لو استطعنا التواصل مع شخص يحلم، فهل يمكننا أيضا تغيير حلمه من الخارج؟ ربما.

أولا، كما رأينا مسبقا، حقق العلماء مسبقا الخطوات الأولى في تصوير حلم شخص ما فيديويا، وفي السنوات المقبلة سيكون من الممكن صنع صور وفيديوهات أكثر دقة للأحلام. وبما أن العلماء استطاعوا مسبقا تكوين صلة تواصل بين العالم الحقيقي والحالم الصافي وهو في عالم الخيال، فيجب من حيث المبدأ على الأقل أن يستطيعوا عمدا تغيير مجرى الحلم. دعنا نقل إن العلماء يشاهدون فيديو حلم باستخدام آلة  MRI كما يظهر الحلم في الوقت الحقيقي. وبينما يتجول الشخص في مجال الحلم، يمكن للعلماء أن يعلموا أين يسيرـ ويعطوه توجيهات للتحرك باتجاهات مختلفة.

لذا ربما أمكن في المستقبل القريب مشاهدة فيديو لحلم شخص، ومن ثم التأثير في اتجاهه العام بالفعل. لكن في فيلم «البداية»  Inception يمضي ليوناردو ديكابريو إلى أبعد من ذلك. لقد استطاع ليس فقط أن يراقب حلم شخص آخر، بل أن يدخل فيه أيضا. هل هذا ممكن؟



رأينا مسبقا أننا نشل عندما نحلم، بحيث لا ننفذ أحلامنا الخيالية، والتي يمكن أن تشكل كارثة علينا. مع ذلك، عندما يمشي الناس في نومهم، فإن عيونهم تكون غالبا مفتوحة (على رغم أنها تبدو غائمة). لذا يعيش السائرون في نومهم في عالم هجين، جزء منه حقيقي والجزء الآخر أشبه بالحلم. هناك العديد من الحالات الموثقة لأناس يمشون حول منازلهم ويسوقون سياراتهم ويقطعون الأخشاب ويقومون أيضا بالقتل وهم في حالة الحلم هذه، حيث يختلط الخيال بالواقع. بالتالي من الممكن أن تتفاعل الصور الفيزيائية التي تراها العين حقيقة بحرية بالصور الخيالية التي يلفقها الدماغ خلال الحلم.

الطريقة للدخول في حلم شخص ما قد تكون في جعله يضع عدسات لاصقة يمكنها إسقاط صور مباشرة على شبكيته. طورت مسبقا نماذج أولية لعدسات لاصقة للإنترنت في جامعة واشنطن في سياتل . لذا لو أراد المراقب الدخول في حلم شخص، فإنه سيجلس أولا في استديو ويجعل آلة تصوير فيديوية تصوره. يمكن بعد ذلك إسقاط صورته على العدسات اللاصقة للحالم، خالقة صورة مركبة (صورة المراقب فوق الصورة الخيالية التي يصنعها الدماغ).

يمكن للمراقب أن يرى عالم الأحلام هذا بالفعل وهو يتجول في الحلم، لأنه سيكون أيضا لابسا عدسات إنترنت لاصقة. سترسل صورة الـ  MRI لحلم الشخص الحالم، بعد أن تفك رموزها من قبل حاسوب، مباشرة إلى العدسات اللاصقة للمراقب.

أبعد من ذلك، يمكنك في الحقيقة تغيير منحى الحلم الذي دخلته. في أثناء تجوالك في الاستديو الفارغ، سترى الحلم يظهر في عدساتك اللاصقة، لذا يمكنك البدء في التفاعل مع الأشياء والناس الذين يظهرون فيه. سيكون هذا خبرة مثيرة، بما أن الخلفية ستتغير من دون تحذير، ستظهر الصور وتختفي من دون سبب، وستعلق قوانين الفيزياء. كل شيء وارد.

وإذا اتجهنا نحو المستقبل، فربما يكون من الممكن أيضا الدخول في حلم شخص آخر بوصل دماغين نائمين مباشرة. يوصل كل دماغ إلى ماسح  MRI موصول بحاسوب مركزي يدمج الحلمين في حلم واحد. سيفك الحاسوب أولا شفرة مسوحات الـ MRI  لكل شخص في صورة فيديوية واحدة. ثم سيرسل حلم أحد الشخصين إلى المناطق الحساسة في دماغ الشخص الآخر، بحيث يندمج حلم الحالم الآخر مع حلم الحالم الأول. لكن يجب أولا أن تصبح تقنية التصوير الفيديوي وتفسير الأحلام أكثر تطورا قبل أن تتحقق هذه الإمكانية.

غير أن هذا يثير سؤالا آخر: إذا كان من الممكن تغيير مسار حلم شخص ما، فهل من الممكن التحكم ليس بحلمه فقط بل بعقله أيضا؟ خلال الحرب الباردة أصبحت هذه قضية مهمة بخوض كل من الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة لعبة مميتة محاولين استخدام التقنيات النفسية للتحكم في إرادات الآخرين.

مصطلحات هامة

التصوير بالرنين المغناطيسي MRI
البداية  Inception



نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.