مكتبة من الأرواح : الدكتور ميغيل نيكوليليس

مكتبة من الأرواح

ربما يريد الناس سلالة من الذكريات. عندما نبحث في سجلات أسلافنا نرى صورة ببعد واحد فقط لحياتهم. خلال التاريخ الإنساني عاش الناس وأحبوا وماتوا من دون أن يتركوا سجلات مهمة عن وجودهم. على الأكثر نرى تاريخ الوفاة والولادة فقط لأقربائنا والقليل فيما بينهما. أما اليوم فإننا نترك سجلا طويلا من الوثائق الإلكترونية (وصولات بطاقة الائتمان وفواتير ورسائل الكترونية وسجلات حسابات مصرفية... إلخ). وأصبحت الإنترنت مدفنا ضخما للوثائق كلها التي تصف حياتنا، لكن هذا كله لايزال لا يقول الكثير حول ما كنا نفكر فيه أو نشعر به. في المستقبل البعيد قد تصبح الإنترنت مكتبة ضخمة لا تحتوي سجلا لتفاصيل حياتنا فقط، بل لوعينا أيضا.

ربما يسجل الناس في المستقبل بشكل روتيني ذكرياتهم، بحيث يشترك أحفادهم في الخبرات نفسها. بزيارة مكتبة ذكريات عائلتك ستتمكن من رؤية حياتهم والإحساس بمشاعرهم، وستعرف أيضا مكانك ضمن المخطط الأكبر للأشياء.

يعني هذا أن بإمكان أي شخص إعادة لعب مسيرة حياتنا بعد فترة طويلة من موتنا بالضغط على زر «العب.» إذا صح هذا فإنه يعني أننا قد نستطيع «إعادة» أجدادنا لنتحدث معهم في فترة بعد الظهر، بحشر قرص ببساطة في المكتبة وكبس الزر.

في هذه الأثناء، إذا أردت المشاركة في خبرات الشخصيات التاريخية المفضلة لديك، يمكنك أن تحصل على نظرة حميمة إلى مشاعرهم وهم يواجهون أزمات كبيرة في حياتهم. إذا كان لديك مثل أعلى وأردت أن تعرف كيف تغلب على الانتكاسات الكبرى في حياته، يمكنك اختبار ذكرياته والحصول على بصيرة قيمة. تخيل القدرة على مشاركة ذكريات عالم حاز جائزة نوبل. ربما تستطيع الحصول على أدلة حول تحقيق اكتشافات كبيرة. أو قد تستطيع المشاركة في ذكريات سياسيين وديبلوماسيين عظماء أثناء اتخاذهم قرارات حاسمة أثرت في تاريخ العالم.

يعتقد الدكتور ميغيل نيكوليليس أن هذا كله سيصبح يوما ما حقيقة. يقول:

«سيقدس كل من هذه السجلات الخالدة على أنه جوهرة نادرة، واحد من بين بلايين العقول الاستثنائية التي عاشت وأحبت وعانت وترعرعت إلى أن أصبحت خالدة، غير محصورة في قبور باردة وصامتة، لكنها مطلقة من خلال أفكار حية، ومشاعر اختبرت بقوة، وأحزان حملت سوية».


نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.