Ad Code

ذكريات وأفكار مصنعة حسب الطلب : الجانب المظلم من التقنية


الجانب المظلم من التقنية

فكر بعض العلماء في التأثيرات الأخلاقية لهذه التقنية. لقد سبب كل اختراع طبي جديد تقريبا مخاوف أخلاقية عندما أدخل لأول مرة. قيد بعضها أو حظر عندما أثبتّ  أنه ضار (مثل عقار التنويم ثاليدومايد، والذي سبب تشوهات ولادية). نجحت أخرى جدا بحيث إنها غيرت فكرتنا عن أنفسنا، مثل أطفال الأنابيب. عندما ولدت لويز براون، أول طفل أنبوب، في العام  1978 أثارت ولادتها عاصفة في وسائل الإعلام بحيث إن البابا نفسه أصدر وثيقة تنتقد هذه التقنية. لكن اليوم ربما يكون نسيبك أو طفلك أو زوجتك، أو ربما أنت، ناتجا عن تخصيب في مختبر. وكالعديد من التقنيات، سيعتادّ  الجمهور في النهاية ببساطة فكرة أن الذكريات يمكن أن تسجل وتشارك.

لدى أخلاقيين بيولوجيين آخرين مخاوف أخرى. ما الذي يحدث إذا أعطيت الذكريات لنا من دون إذننا؟ ما الذي سيحدث لو كانت هذه الذكريات مؤلمة أوّ  مخربة؟ أو ماذا عن مرضى الألزهايمر المؤهلين لتحميل ذاكرات لهم لكنهم مرضى إلى حد لا يستطيعون معه إعطاء الإذن بذلك؟

خشي الراحل بيرنارد وليامز، وهو فيلسوف في جامعة أكسفورد، أن هذا الجهازّ  قد يبدل النظام الطبيعي للأشياء، وهو النسيان. يقول «النسيان أفضل العمليات التي نمتلكها فائدة لنا».

ّ إذا أمكن زرع ذكريات كما تحمل سجلات حاسوبية فإن هذا سيهز أساس نظامنا القضائي أيضا. أحد أعمدة العدالة هو شهادة الشاهد، لكن ما الذي سيحدث لوّ  زرعت ذكريات مزورة في دماغه؟ أيضا، لو أمكن صنع ذكرى جريمة فربما تزرع سرا في دماغ شخص بريء. أو إذا احتاج مجرم إلى حجة غياب، يمكنه سرا زرع ذاكرة داخل دماغ شخص آخر ليقنعه بأنهما كانا معا عندما ارتكبت الجريمة. والأكثر من ذلك، لن تكون الشهادة اللفظية فقط موضع شك، بل الوثائق القانونية أيضا لأننا عندما نوقع وثائق قانونية وشهادات فإننا نعتمد على ذاكرتنا لإيضاح ما هو صحيح وما هو مزور.

سيكون من الضروري إدخال ضمانات. ويجب إصدار قوانين تحدد بوضوح حدودّ  منح حق الوصول إلى الذكريات أو منعه. وكما أن هناك قوانين تقيد قدرة الشرطةّ  أو جهة ثالثة على دخول منزلك، ستكون هناك قوانين تحرم على الناس الوصول إلى ذكرياتك من دون إذنك. يجب أن تكون هناك طريقة لتعليم تلك الذكريات بحيث يدرك الشخص أنها مزورة. لذا سيمكنه أن يبقى متمتعا بذكرى عطلة جميلة، لكنه سيعلم أيضا أنها لم تحدث على الإطلاق.

ربما سيسمح لنا تسجيل ذكرياتنا وتخزينها وتحميلها على تسجيل الماضي وإتقان مهارات جديدة. لكن فعل ذلك لن يغ ّير من قدرتنا الداخلية على استيعاب هذهّ  الكمية الضخمة من المعلومات ومعالجتها. ولفعل ذلك، علينا أن نطور ذكاءنا. لكن التقدم في هذا المجال معاق لعدم وجود تعريف متفق عليه للذكاء. على الرغم من ذلك، هناك مثال على العبقرية والذكاء لا يمكن لأحد أن يعترض عليه، وهو ألبرت آينشتاين. ومن الجدير بالملاحظة أن دماغه بعد  60 عاما من وفاته مازال يقدم دلائل قيمة على طبيعة الذكاء.

يعتقد بعض العلماء أنه من الممكن باستخدام مزيج من الكهرطيسية والجينات والمعالجة بالأدوية أن نطور ذكاءنا إلى مستوى العبقرية. يستشهدون بحقيقة أن الإصابات العشوائية للدماغ استطاعت أن تغير شخصا فجأة من قدرة عادية إلى «عارف» بقدرات عقلية وفنية أعلى من المعتاد. يمكن تحقيق ذلك الآن بحوادث عرضية، لكن ما الذي سيحدث عندما يتدخل العلم ويسلط الضوء على سر هذه العملية؟



نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.

إرسال تعليق

0 تعليقات

Close Menu