Ad Code

الأحلام الصافية ليست سينما للمنام


الأحلام الصافية (الجلية)

يبحث العلماء أيضا في نوع من الأحلام اعتبر يوما ما أسطورة: الحلم الصافي  ٍ lucid dream أو الحلم وأنت واع. يبدو هذا تناقضا في المصطلح، لكن جرى التحقق من هذه الأحلام في مسوحات الدماغ. في الحلم الصافي يعي الحالمون أنهم يحلمون،ٍ  ويمكنهم بوعي التحكم في اتجاه الحلم. على الرغم من أن العلم بدأ أخيرا فقط في التجريب على الحلم الصافي، فإن هناك إشارات لهذه الظاهرة تعود قرونا إلى الوراء. في البوذية على سبيل المثال هناك كتب تشير إلى حالمين من هذا النوع، وكيف تدرب نفسك لتصبح واحدا منهم. وخلال قرون كتب العديد من الناس في أوروبا سجلات مفصلة عن الأحلام الصافية لديهم.



تظهر مسوحات دماغ «الحالمين الصافين» أن هذه الظاهرة حقيقية: خلال النوم الخفيف REM ، تكون قشرتهم الظهرانية أمام الجبهية، والتي تكون نائمة عادة عندماً  يحلم شخص عادي، نشطة ٍ ، ما يدل على أن الشخص واع جزئيا بينما يحلم. في الحقيقة، كلما كان الحلم واضحا، كانت القشرة الجبهوية الخلفية الجانبية نشطة، لأنها تمثل الجزء الواعي من الدماغ، لذا لا بد أن يكون الحالم واعيا بينما يحلم.

أخبرني الدكتور هوبسون أن أي شخص يمكنه تعلم الحلم الصافي بالتدرب على تقنيات معينة. بشكل خاص، على الأشخاص الذين يحلمون الأحلام الصافية أن يحتفظوا بدفتر ملاحظات عن أحلامهم. قبل الذهاب إلى النوم يجب عليهم أن يذكروا أنفسهم بأنهم «سيستيقظون» في منتصف الحلم، ليدركوا أنهم يتحركون في عالم الأحلام. من الضروري أن تكون مستعدا لهذا قبل أن ترتمي على الوسادة. بما أن الجسم مشلول بشكل عام خلال النوم الخفيف REM ، فمن الصعب على الشخص الحالم أن يرسل إشارة إلى العالم الخارجي بأنه دخل في حلم ما، لكن الدكتور ستيفن لابيرج من جامعة ستانفورد درس أصحاب الأحلام الصافية (بمن فيهم نفسه) ممن استطاعوا الإشارة إلى العالم الخارجي وهم يحلمون.

في العام 2011 ، ولأول مرة، استخدم العلماء حساسات  MRI و EEG لقياس محتوى الحلم، وحتى الاتصال مع الشخص الحالم. في معهد ماكس بلانك في ميونيخ ولايبزيغ استعان العلماء بحالمي اليقظة الذين وضعوا حساسات الـ  EEG فوق رؤوسهم لمساعدة العلماء في تحديد اللحظة التي دخلوا فيها في النوم الخفيف  REM ، ثم دخلوا في آلة الرنين المغناطيسي MRI . قبل الإخلاد إلى النوم اتفق الحالمون على البدء بمجموعة من حركات العينين وأنماط التنفس عندما يحلمون، مثل شفرة مورس. أخبروا أنهم لا يكادون يشرعون في الحلم حتى يكون عليهم أن يقبضوا يدهم اليمنى ثم اليسرى لعشر ثوان. كانت هذه هي الإشارة على أنهم يحلمون.

اكتشف العلماء أنه لا يكاد يدخل الحالمون في حالة الحلم حتى تنشط القشرة الحسية الحركية في الدماغ (المسؤولة عن التحكم بالأفعال الحركية مثل إغلاق قبضة اليد.) يمكن لمسوحات  MRI أن تلتقط ضغط القبضة وأي يد تقبض أولا. ثم باستخدام حساس آخر (مطياف أشعة قريبة من الأشعة تحت الحمراء) استطاعوا تأكيد أن هناك زيادة في نشاط الدماغ في المنطقة التي تتحكم بتخطيط الحركات.

«أحلامنا إذن ليست «سينما للمنام» حيث نشاهد الأحداث بسلبية فحسب، بل حيث نشارك بها من خلال مناطق الدماغ ذات العلاقة بمادة الحلم». كما يقول مايكل شيزتش من معهد ماكس بلانك.

مصطلحات هامة

حركة العين السريعة REM
التصوير بالرنين المغناطيسي MRI
المسح الكهربائي EEG
الحلم الصافي  lucid dream



نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.

إرسال تعليق

0 تعليقات

Close Menu