مخيخ اصطناعي
يجب الإشارة إلى أن الحصين والقشرة الجديدة الاصطناعيين يمثلان الخطوات الأولى فقط. في النهاية، سيكون لأجزاء أخرى من الدماغ بدائلها الاصطناعية. على سبيل المثال، صنع علماء في جامعة تل أبيب في إسرائيل مخيخا اصطناعيا لفأر. المخيخ جزء ضروري من الدماغ الزواحفي الذي يتحكم في توازننا، وفي وظائف بدنية أساسية أخرى.
عادة، عندما توجه نفخة هواء إلى وجه فأر، فإن عينيه ترفان. لو أحدث صوتا في الوقت نفسه، يمكن تعويد الفأر على رف عينيه بمجرد سماعه. كان هدف العلماء الإسرائيليين هو خلق مخيخ اصطناعي يمكنه تقليد هذا العمل.
سجل العلماء أولا الإشارات التي تدخل إلى جذع الدماغ عندما تضرب نفخة الهواء وجه الفأر ويسمع الصوت. ثم عولجت الإشارة وأعيدت إلى موقع آخر من جذع الدماغ. وكما كان متوقعا، فقد رفت عين الفأر عند تلقيه الإشارة. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعمل فيها مخيخ اصطناعي بطريقة صحيحة فحسب، بل كانت المرة الأولى أيضا التي يجري فيها تلقي الرسائل من جزء من الدماغ ثم معالجتها ثم إرسالها إلى جزء آخر مختلف من الدماغ.
تعليقا على هذا العمل يقول فرانسيسكو سيبولفيدا من جامعة إيسكس:
«يوضح هذا إلى أي مدى وصلنا نحو صنع دارات يمكنها يوما ما التعويض عن مناطق معطوبة من الدماغ، وحتى تطوير قدرة الدماغ السليم نفسه».
يرى أيضا إمكانية كبيرة للأدمغة الاصطناعية في المستقبل، مضيفا: «ربما سيستغرق الأمر عقودا عدة للوصول إلى هذا الهدف، لكنني أراهن على أنه سيكون لأجزاء معينة منظمة جيدا كالحصين أو القشرة البصرية مثيلات اصطناعية قبل نهاية هذا القرن».
وعلى الرغم من أن التقدم في صنع قطع تبديل اصطناعية للدماغ يجري بسرعة كبيرة على الرغم من تعقيد هذه العملية، فإنها مسألة سباق مع الزمن عندما ينظر المرء إلى أكبر تهديد لنظام الصحة العامة لدينا، أي القدرات المتدهورة للناس الذين يعانون مرض ألزهايمر.
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
0 تعليقات