Ad Code

النجاح في الحياة والإشباع المؤجل : الدكتور والتر ميشيل


النجاح في الحياة والإشباع المؤجل

ّ اتبع توجه آخر في العام  1972 من قبل الدكتور والتر ميشيل من جامعة ستانفورد، الذي حلل صفة إضافية أخرى لدى الأطفال: القدرة على تأجيل الإشباع. استكشف لأول مرة استخدام (اختبار الحلوى)، أي هل يفضل الأطفال حلوى واحدة الآن، أو الحصول على اثنتين بعد عشرين دقيقة؟ اشترك ستمائة طفل بين سن الرابعة والسادسة في هذه التجربة. وعندما زار ميشيل المشتركين مرة أخرى في العام 1988 ، وجد أن أولئك الذين استطاعوا تأجيل الإشباع كانوا أكثر كفاءة من الآخرين.



في العام  1990 أظهرت دراسة أخرى علاقة مباشرة بين أولئك الذين يستطيعونُ  تأجيل الإشباع ومعدلات دخول الجامعة. وأشارت دراسة أجريت في العام  2011 إلى أن هذه الصفة استمرت خلال حياة الشخص بكاملها. كشفت نتائج هذه الدراسات وأخرى غيرها حقائق كثيرة. سجل الأطفال الذين أظهروا إشباعا مؤجلا درجة أعلى في كل مقياس من مقاييس النجاح في الحياة تقريبا: وظائف بمرتبات أعلى، ومعدلات أقل من الإدمان على المخدرات، وعلامات اختبار أعلى، ومستويات تعليم أرقى، وتكاملا اجتماعيا أفضل... إلخ.

لكن الأكثر غموضا هو أن مسوحات الدماغ لهؤلاء الأفراد أظهرت نمطا معينا. لقد أظهرت اختلافا واضحا في الطريقة التي تتفاعل فيها القشرة أمام الجبهية مع المخطط البطني، وهي منطقة تتعلق بالإدمان. (ليس هذا مستغربا، بما أن المخطط البطني يحتوي على النواة المتكئة المعروفة بـ «مركز اللذة.» لذا يبدو أن هناك صراعا بين جزء الدماغ الباحث عن اللذة، والجزء العقلاني الذي يتحكم في الإغراء ).

لم يكن هذا الاختلاف عفويا. اختبرت النتيجة من قبل مجموعات مستقلة عديدة خلال السنوات الماضية، بنتائج متطابقة تقريبا. تحققت دراسات أخرى أيضا من الاختلاف في الدارة الجبهوية – المخططة من الدماغ، والتي يبدو أنها تتحكم في الإشباع المؤجل. ويبدو أن الخاصة الوحيدة الأكثر ارتباطا بالنجاح في الحياة، والتي استمرت عقودا، هي القدرة على تأجيل الإشباع.

على الرغم من هذا التبسيط الزائد، فإن ما تظهره مسوحات الدماغ هذه هو أن العلاقة بين الفصوص الجبهوية والجدارية مهمة للتفكير الرياضي والمجرد، بينما الصلة بين الجهازين أمام الجبهوي والحوفي (التحكم الواعي بعواطفنا ومركز اللذة) يبدو أنها ضرورية للنجاح في الحياة.

ويستنتج الدكتور ريتشارد ديفيدسون، عالم الأعصاب في جامعة ويسكنسون – ماديسون، أن «علاماتك في المدرسة ودرجاتك في القبول الجامعي تعني أقل بالنسبة إلى النجاح في الحياة من قدرتك على المشاركة والتعاون، وقدرتك على التحكم في عواطفك وقدرتك على تأجيل إشباعك وقدرتك على تركيز اهتمامك. هذه المهارات أهم بكثير – كما تشير البيانات كلها – للنجاح في الحياة من معدل اختبار الذكاء IQ  أو درجاتك».


نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.

إرسال تعليق

0 تعليقات

Close Menu