Ad Code

هل يمكن تعلم العبقرية؟ قاعدة الـ 10000 ساعة


هل يمكن تعلم العبقرية؟

يعيد هذا إثارة السؤال، هل العبقرية تولد أم تصنع؟ كيف يحل جدل «الطبيعة/ التربية» سر الذكاء؟ هل يمكن لشخص عادي أن يصبح عبقريا؟



ُ بما أنه من الصعب جدا تنمية خلايا الدماغ، فقد اعتقد مرة أن الذكاء يتحدد في الوقت الذي نصبح فيه بالغين. لكن شيئا واحدا يتضح بازدياد مع بحوث الدماغ الجديدة: يمكن للدماغ نفسه أن يتغير عندما يتعلم. على الرغم من أن خلايا الدماغ لا تضاف إلى قشرة الدماغ، فإن الصلات بين العصبونات تتغير في كل مرة يتم فيها تعلم مهمة جديدة.

على سبيل المثال، حلل علماء في العام  2011 أدمغة سائقي التاكسي الشهيرين في لندن الذين كان عليهم تذكر خمسة وعشرين ألف شارع في شبكة المدينة المعقدة.
استغرق الأمر ما بين ثلاث وأربع سنوات للتحضير لهذا الاختبار الصعب، ونجح نصف المتدربين فقط. درس علماء في كلية لندن الجامعية أدمغة هؤلاء السائقين قبل أن يأخذوا الامتحان، ثم اختبروهم مرة أخرى بعد ثلاث أو أربع سنوات. كان لأولئك المتدربين الذين اجتازوا الامتحان حجم من المادة الرمادية أكبر مما كان من قبل، فيُ  منطقة دعيت الحصين الأمامي والخلفي. والحصين كما رأينا هو المكان الذي تعالج فيه الذكريات. (للمفارقة، أظهرت الاختبارات أيضا أن سائقي التاكسي أولئك أحرزوا علامات أقل من العادية في معالجة معلومات مرئية، لذا ربما كان هناك نوع من المقايضة وثمن يدفع لتعلم هذا الحجم من المعلومات).

تقول إيلينور ماغوير من شركة ويلكم  Wellcome Trust التي مولت الدراسة:
«يبقى الدماغ البشري مرنا حتى في حياة البالغ، مما يسمح له بالتكيف عندما يتعلم مهمات جديدة. ويشجع هذا البالغين الذين يودون تعلم مهارات جديدة في أواخر حياتهم».

بالمثل، فإن أدمغة الفئران التي تعلمت مهمات عديدة تختلف قليلا عن أدمغة الفئران الأخرى التي لم تتعلم هذه المهمات. ليست المسألة أن عدد العصبونات قد تغير، لكن طبيعة الوصلات العصبونية تغيرت بعملية التعلم. بكلمات أخرى، يغير التعلم حقيقة بنية الدماغ.

يبرز هذا الحكمة القديمة «التمرين يؤدي إلى الإتقان». اكتشف عالم النفس الكندي الدكتور دونالد هيب حقيقة مهمة حول عملية توصيل الدماغ: كلما تمرنا على مهارات معينة أصبحت بعض الممرات في أدمغتنا أقوى بحيث تصبح المهمة أسهل. على النقيض من الحاسوب الرقمي، والذي هو اليوم أبكم كما كان في الماضي، فإن الدماغ آلة تعلم، وله القدرة على إعادة ربط ممراته العصبونية في كل مرة يتعلم فيها شيئا جديدا. وهذا اختلاف رئيس بين الحاسوب الرقمي وبين الدماغ.

لا ينطبق هذا الدرس على سائقي التاكسي في لندن فقط، لكنه ينطبق أيضا على موسيقيي الأوركسترا. وبحسب عالم النفس الدكتور آنديرس أريكسون وزملائه الذين درسوا عازفي الكمان المشهورين في كلية الموسيقى للنخبة في برلين، يمكن لأشهر عازفي الكمان أن يقضوا عشرة آلاف ساعة من التمرين المضني ببلوغهم سن العشرين، بمعدل أكثر من ثلاثين ساعة في الأسبوع. في المقابل، وجد أن الطلبة الاستثنائيين درسوا ثمانية آلاف ساعة فقط أو أقل من ذلك، بينما تمرن أساتذة المستقبل لنحو أربعة آلاف ساعة فقط. يقول عالم الأعصاب دانيل ليفيتين: «الصورة التي تبرز من مثل هذه الدراسة هي أن التمرين عشرة آلاف ساعة ضروري لتحقيق مستوى الأستاذية المؤهلة لتكون خبيرا عالميا – في أي شيء... وفي دراسة بعد أخرى لمؤلفين موسيقيين ولاعبي كرة سلة وكتاب روايات ومتزلجي جليد وعازفي بيانو ولاعبي شطرنج ومجرمين محترفين وما إلى ذلك، يأتي هذا العدد مرة بعد أخرى» . يدعو مالكولم غلادويل الذي ألف كتاب «الاستثنائيون»  Outliers هذا بـ «قاعدة الـ  10000ساعة».

مصطلحات هامة

شركة ويلكم  Wellcome Trust 
الاستثنائيون  Outliers



نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.

إرسال تعليق

0 تعليقات

Close Menu