كيف نحلم؟
لكن هذا يبقي السؤال مفتوحا: ما الذي يولد أحلامنا؟ الدكتور آلان هوبسون، وهو عالم نفس في مدرسة هارفارد الطبية وأحد الخبراء المشهورين في العالم حول الأحلام، كرس عقودا من حياته لكشف أسرار الأحلام. يدعي هوبسون أن من الممكن دراسة الأحلام، وخاصة النوم الخفيف (مع حركة العينين REM )على المستوى العصبي، وأن الأحلام تنشأ عندما يحاول الدماغ تفسير الإشارات العشوائية التي تصدر من جذع الدماغ.
عندما قابلته، أخبرني أنه بعد عدة عقود من تصنيف الأحلام، وجد أن هناك خمس خواص رئيسة :
1. عواطف هياجة – يعود هذا إلى تنشيط اللوزة الدماغية، ما يثير عواطف كالخوف.
2. محتوى غير منطقي – يمكن للأحلام أن تتحول بسرعة من مشهد إلى آخر مخالفة للمنطق.
3. الآثار الحسية الظاهرة – تعطينا الأحلام أحاسيس زائفة تتولد داخليا.
4. قبول من دون نقد لأحداث الأحلام– نقبل من دون نقد الطبيعة غير المنطقية للحلم.
5. صعوبة تذكر الحلم – ننسى الأحلام بسرعة، خلال دقائق بعد الاستيقاظ.
حقق الدكتور هوبسون (مع الدكتور روبرت ماكارلي) إنجازا تاريخيا باقتراح أولّ تحد جدي لنظرية فرويد في الأحلام، دعي «نظرية تخليق النشاط». في العام 1977 اقترحا أن الأحلام تصدر من الإطلاق العصبي العشوائي في جذع الدماغ، الذي ينتقل صعودا إلى القشرة، والذي يحاول بعد ذلك تفسير هذه الإشارات العشوائية.
ُ يقع مفتاح الأحلام في عقد في جذع الدماغ، وهو أقدم جزء من الدماغ، والذي يفرز مواد كيميائية خاصة تدعى الأدرينيات adrenergics ، والتي تبقينا متأهبين. ومع ذهابنا إلى النوم، ينشط جذع الدماغ نظاما آخر يدعى الكوليني cholinergic ، والذي يصدر مواد كيميائية تضعنا في حالة الحلم.
وبينما نحلم تبدأ العصبونات الكولينية في الدماغ بالإطلاق، مولدة نبضات متقطعة من الطاقة الكهربائية تدعى موجات PGO Pontine-geniculate-occipital . تنتقل هذه الموجات أعلى جذع الدماغ إلى القشرة البصرية، محرضة إياها لتخلق الأحلام. تبدأ الخلايا في القشرة البصرية بالطنين مئات المرات في الثانية بطريقة غير منتظمة. وربما كان هذا مسؤولا عن الطبيعة غير المتسقة أحيانا للأحلام.
يفرز هذا النظام أيضا مواد كيميائية تعيق أجزاء من الدماغ مرتبطة بالمنطق والتفكير السليم. ربما يفسر عدم وجود تحكم من القشرتين أمام الجبهية والجبهية الحجاجية، مع تحسس الدماغ للأفكار التائهة، الطبيعة الغريبة وغير المنتظمة للأحلام.
أظهرت الدراسات أنه من الممكن دخول الحالة الكولينية من دون نوم . يدعي الدكتور إدغار غارسيا ريل من جامعة أركنساس أن التأمل والقلق أو البقاء في مكان مغلق يمكن أن يحرض هذه الحالة. وقد يدخل الملاحون والسائقون الذين يواجهون شاشة نمطية غير متغيرة لعدة ساعات هذه الحالة أيضا. اكتشف في أحد بحوثه أن لدى مرضى الفصام عددا كبيرا وغير عادي من العصبونات الكولينية في جذوع أدمغتهم، والذي ربما يفسر وجود بعض الهلوسة لديهم.
لتكون دراساته أكثر كفاءة، جعل الدكتور آلان هوبسون موضوعات دراسته يلبسون قبعات ليلية خاصة يمكنها أن تسجل آليا البيانات خلال الحلم. يسجل حساس مرتبط بالقبعة الليلية حركات رأس الشخص (لأن حركات الرأس تحدث عادة عندما ينتهي الحلم.) ويقيس حساس آخر حركات أجفان العينين (لأن نوم الـ REM ُ يسبب حركة الجفون). عندما يستيقظ الأشخاص يسجلون فورا ما حلموا به، وتغذى البيانات من القبعة الليلية إلى الحاسوب.
بهذه الطريقة راكم الدكتور هوبسون كمية كبيرة من المعلومات حول الأحلام. لذا سألته: ما معنى الأحلام؟ لقد استبعد ما يدعوه «قراءة الطالع بالأحلام». وهو لا يرى أي رسالة مخبأة من الكون في الأحلام.
بدلا من ذلك، هو يعتقد أنه بعد أن تصعد موجات الـ PGO من جذع الدماغ إلى مناطق القشرات، تحاول هذه القشرات تفسير هذه الإشارات المضطربة، وتنتهي بتأليف قصة منها هي: الحلم.
مصطلحات هامة
حركة العين السريعة REM
أدرينيات adrenergics
كوليني cholinergic
PGO Pontine-geniculate-occipital
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
0 تعليقات