تصوير حلم

في الماضي تجنب معظم العلماء دراسة الأحلام، لأنها شخصية جدا، ولأن لها تاريخا طويلا من الارتباط بالعرافين والسحرة. لكن بوجود مسوحات الرنين المغناطيسي  MRI ، تكشف الأحلام الآن عن أسرارها. في الحقيقة، بما أن مراكز الدماغ التي تتحكم بالأحلام متطابقة تقريبا مع تلك التي تتحكم في الرؤية، فمن الممكن تصوير الأحلام. يجري هذا البحث الرائد في كيوتو في اليابان من قبل علماء في مختبرات ATR  للحساب وعلم الأعصاب.

يوضع الأشخاص أولا في آلة  MRI ويطلعون على  400 صورة بالأبيض والأسود، تتألف كل منها من نقاط ضمن إطار  10×10 بيكسل. تضاء كل صورة بالدور، ويسجل جهاز الرنين المغناطيسي  MRI كيف يستجيب الدماغ لكل مجموعة من البيكسلات. وكما بالنسبة إلى مجموعات أخرى تعمل في مجال الـ BMI ، يخلق العلماء في النهاية موسوعة من الصور، حيث ترتبط كل صورة من البيكسلات بنموذج  MRI معين. هنا يستطيع العلماء العمل عكسيا ليعيدوا تشكيل صور مولدة ذاتيا بشكل صحيح من مسوحات الرنين المغناطيسي  MRI للدماغ أخذت بينما كان الأشخاص يحلمون.

يقول كبير العلماء في مختبرات  ATR يوكياسو كاميتاني «يمكن تطبيق هذه التقنية أيضا لإحساسات أخرى غير بصرية. من الممكن أيضا في المستقبل قراءة المشاعر والحالات العاطفية المعقدة» . في الواقع يمكن تصوير أي حالة عقلية للدماغ بهذه الطريقة، بما في ذلك الأحلام، مادام بالإمكان صنع خريطة «واحد لواحد» بين حالات عقلية محددة ومسوحات MRI.

ركز علماء كيوتو على تحليل صور ثابتة مولدة من الدماغ. في الفصل  3 صادفنا منحى مماثلا يقوده الدكتور جاك غالانت، حيث يمكن استخدام الفوكسلات من مسوحات  MRI ثلاثية الأبعاد للدماغ لإعادة بناء الصور الحقيقية التي تراها العين بواسطة صيغة معقدة. سمحت عملية مماثلة للدكتور غالانت وفريقه بأن يصنعوا فيديو أوليا لحلم. عندما زرت المختبر في بيركلي تكلمت مع الباحث المساعد الدكتور شينجي نيشيموتو الذي سمح لي برؤية فيديو أحد أحلامه . وهو أول فيديو من نوعه. رأيت مجموعة من الوجوه تظهر على شاشة الحاسوب، ما يعني أن الشخص (في هذه الحالة هو الدكتور نيشيموتو نفسه) كان يحلم بالناس، وليس بالحيوانات والأشياء. كان هذا مدهشا. لسوء الحظ التقنية ليست جيدة بما يكفي لرؤية الملامح الدقيقة لوجوه الناس الذين يظهرون في حلمه، لذا فالخطوة التالية هي زيادة عدد البيكسلات بحيث يمكن تمييز صور أكثر تعقيدا. ستشمل التطورات الأخرى إعادة إنتاج الصور بالألوان بدلا من الأبيض والأسود. سألت الدكتور نيشيموتو بعد ذلك السؤال المحوري التالي: كيف تعرف أن الفيديو دقيق؟ كيف تعلم أن الآلة لا تؤلف هذه الأشياء؟ كان خجولا قليلا عندما أجاب بأن هذه هي نقطة الضعف في بحثه.ً  عادة ما تكون لديك بضع دقائق فقط بعد الاستيقاظ لتسجيل حلم. بعد ذلك تغيب معظم الأحلام في ضباب وعينا، لذا ليس من السهل تحري النتائج.



أخبرني الدكتور غالانت أن بحثه حول الأحلام المسجلة بالفيديو مازالت في طور التطوير، وهذا هو السبب في أنها ليست جاهزة للنشر. لايزال هناك مشوار طويل قبل أن نستطيع مشاهدة شريط فيديو عن حلم الليلة السابقة.

مصطلحات هامة

التصوير بالرنين المغناطيسي MRI
ATR Advanced Test Reactor 
BMI Brain-Machine Interface



نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.