مسوحات أحلام أدماغ
تكشف مسوحات الدماغ الآن بعض الغموض عن الأحلام. عادة تظهر مسوحات EEG أن الدماغ يصدر موجات كهرطيسية مستمرة ونحن أيقاظ. ومع نومنا تدريجيا، تبدأ إشارات EEG من دماغنا في تغيير تردداتها. وعندما نحلم في النهاية، تصدر أمواج من الطاقة الكهربائية من جذع الدماغ وتصعد إلى الأعلى، وترتفع إلى المناطق القشرية من الدماغ، وخاصة القشرة البصرية. يؤكد هذا على أن الصور المرئية عامل مهم في الأحلام. في النهاية، ندخل في حالة الحلم، وتتميز موجات دماغنا بحركات سريعة للعينين REM . ( بما أن بعض الثدييات تدخل أيضا في نوم يتميز برفرفة العينين، يمكننا أن نستنتج أنها تحلم أيضا).
وبينما تكون المناطق البصرية من الدماغ نشيطة، تبقى مناطق أخرى متعلقة بالشم والتذوق واللمس مغلقة إلى حد كبير. تولد الصور والأحاسيس كلها تقريبا التي يعالجها من الجسم من تلقاء نفسها وتصدر عن الاهتزازات الكهرطيسية منّ جذع دماغنا، وليس من محرض خارجي. الجسم معزول إلى حد بعيد عن العالم الخارجي. أيضا عندما نحلم نكون إلى حد كبير مشلولين. (ربما يمنعنا هذا الشلل من تمثيل أحلامنا فيزيائيا، والذي يمكن أن يكون كارثيا. يعاني نحو 6 في المائة من الناس خلل «شلل النوم»، حيث ينهضون من حلم، وهم مازالوا مشلولين. وغالبا ما يستيقظ هؤلاء مذعورين وهم يعتقدون أن هناك مخلوقات تضغط على صدورهم وأذرعهم وأرجلهم. هناك لوحات من الحقبة الفيكتورية لنساء يستيقظن ليجدن عفريتا مخيفا يجثم فوق صدورهن ويحملق فيهن. يعتقد بعض علماء النفس أن شلل النوم يمكن أن يفسر أصل متلازمة الاختطاف من قبل الكائنات الفضائية.
يكون الحصين نشطا عندما نحلم، ما يقترح أن الأحلام تسحب من مخزون ذاكرتنا. ويكون المهاد والحزام الأمامي نشطين أيضا، الأمر الذي يعني أن الأحلام يمكن أن تكون عاطفية جدا، وتشمل الخوف غالبا.
لكن الأكثر كشفا هو مناطق الدماغ المغلقة، بما فيها القشرة الظهرانية أمام الجبهية (التي هي مركز التحكم في الدماغ) والقشرة الجبهية الحجاجية (التي يمكنها أن تعمل كحساس أو مختبر للحقيقة)، والمنطقة الصدغية الجدارية (التي تعالج إشارات التحريك الحسية والوعي بالمكان.
عندما تغلق القشرة الظهرانية أمام الجبهية لا يمكننا الاعتماد على مركز التخطيط العقلاني في الدماغ. بدلا من ذلك، نتجول بلا هدف في أحلامنا، حيث يعطينا المركز البصري صورا من دون تحكم عقلاني. وتكون القشرة الجبهية الحجاجية، أو مختبرُ الحقيقة، غير فعالة أيضا. وبالتالي يسمح للأحلام بأن تتطور براحة ومن دون أي قيود من قوانين الفيزياء أو من الإدراك السليم. ويكون الفص الصدغي الجداري الذي يساعد في تنسيق إحساسنا بمكاننا باستخدام إشارات من عيوننا وآذاننا الداخلية مغلقا أيضا، وهذا يفسر حالة الخروج من الجسد ونحن نحلم.
وكما أكدنا، يمثل الوعي البشري بشكل رئيس الدماغ وهو يخلق باستمرار نماذج عن العالم الخارجي ويمثلها للمستقبل. إذا كان الأمر كذلك فالأحلام تمثل طريقة بديلة يمثل فيها الدماغ المستقبل، حيث تعلق فيها قوانين الطبيعة والتفاعلات الاجتماعية بشكل مؤقت.
مصطلحات هامة
المسح الكهربائي EEG
حركة العين السريعة REM Rapid eye movement
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
0 تعليقات