ما التقدم في السن؟
تشمل هذه المقاربة الجديدة آخر البحوث في عملية الشيخوخة. تقليديا، لم يتفق علماء الأحياء حول سبب عملية التقدم في السن. لكن خلال العقد الأخير، حازت نظرية جديدة قبولا تدريجيا، ووحدت مناحي عديدة من البحث في الشيخوخة. بشكل أساس، فإن الشيخوخة عملية تراكم للأخطاء، على مستوى الجينات والخلايا. فبينما تتقدم الخلايا في السن تبدأ الأخطاء في التراكم في الدنا التابعة لها، ويبدأ الحطام الخلوي بالتراكم أيضا، مما يجعل الخلايا بطيئة. وبينما تبدأ الخلايا في الخلل ببطء، يبدأ الجلد في الترهل والعظام في الهشاشة، والشعر في التساقط، والجهاز المناعي في التدهور. في النهاية نموت.
لكن الخلايا تمتلك أيضا آلية لتصحيح الأخطاء. غير أنه مع مرور الزمن تبدأ حتى هذه الآليات المصححة للخطأ بالفشل، وتتسارع عملية الشيخوخة. الهدف إذن هو تقوية آليات إصلاح الخلايا الطبيعية، والذي يمكن تحقيقه عن طريق المعالجة الجينية، وخلق إنزيمات جديدة. لكن هناك أيضا طريقة أخرى: استخدام مجمعات «النانوبوت».
أحد مفاصل هذه التقنية المستقبلية هو شيء يدعى الـ «نانوبوت»، أو آلة ذرية تتجول في تيار الدم، وتلتقط الخلايا السرطانية، وتصلح أعطال الشيخوخة، وتحتفظ بنا شبابا أصحاء إلى الأبد. خلقت الطبيعة مسبقا بعض هذه النانوبوتات على شكل خلايا المناعة التي تتجول في الدم. لكن خلايا المناعة هذه تهاجم الفيروسات والأجسام الدخيلة، ولا تتدخل في عملية الهرم.
يمكن الحصول على الخلود إذا استطاعت هذه النانوبوتات عكس آثار عملية الهرم على المستوى الجزيئي والخليوي. في هذا التصور، يشبه النانوبوت خلايا المناعة، حيث يعمل كقوات شرطة صغيرة تتجول في تيار دمك. تهاجم أي خلايا سرطانية، وتحيد الفيروسات، وتنظف الحطام والتشوهات. ثم سيكون احتمال الخلود ضمن المتناول باستخدام أجسادنا، وليس باستخدام إنسالي أو مستنسخ.
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
0 تعليقات