الانتقال التدريجي

تشمل عملية الهندسة العكسية الآن نقل المعلومات ضمن الدماغ عصبونا فعصبونا. يجب تقطيع الدماغ إلى شرائح نحيفة، لأن مسوحات الرنين المغناطيسي MRI ليست دقيقة بما يكفي حتى الآن لتحدد الهيكلية العصبية الصحيحة للدماغ الحي. لذا، إلى أن يتم تحقيق ذلك، فإن المثلب الواضح لهذه الطريقة هو أن عليك أن تموت قبل أن يمكن هندستك عكسيا. وبما أن الدماغ يتحلل بسرعة بعد الموت، فيجب أن يتم الحفاظ عليه فورا، وهي عملية صعبة التحقيق.

لكن ربما كانت هناك طريقة للحصول على الخلود من دون أن تموت أولا. استكشفت هذه الفكرة أولا من قبل الدكتور هانس موارفيك، المدير السابق لمختبر الذكاء الصنعي في جامعة كارنيغي ميلون. عندما قابلته أخبرني بأنه يتصور زمنا في المستقبل البعيد نستطيع فيه هندسة الدماغ عكسيا لغرض محدد : لنقل الدماغ إلى جسم إنسالي خالد، حتى عندما يبقى الشخص واعيا. إذا استطعنا عكس هندسة كل عصبون في الدماغ، لماذا لا نخلق نسخة منه مصنوعة من الترانزيستورات، بحيث نقلد تماما عمليات التفكير للعقل؟ بهذه الطريقة لا ينبغي عليك أن تموت من أجل أن تعيش إلى الأبد. يمكنك أن تبقى واعيا خلال العملية بأكملها.

أخبرني أن هذه العملية يجب أن تتم على مراحل. أولا تستلقي على حمالة، قرب إنسالي من دون دماغ. ثم يعمد جراح إنسالي إلى استخلاص بعض الخلايا العصبية من دماغك، ثم يقلد هذه العصبونات ببعض الترانزيستورات الموجودة في الإنسالي. تصل أسلاك دماغك مع الترانزيستورات في دماغ الإنسالي الفارغ. ثم ترمى العصبونات بعيدا، وتستبدل بدارة من الترانزيستورات. بما أن دماغك يبقى مرتبطا بالترانزيستورات هذه عبر أسلاك، فإنه يعمل بشكل عادي وتكون واعيا تماما خلال هذه العملية. ثم يزيح الجراح الفائق عصبونات أكثر فأكثر من دماغك، مقلدا كل مرة هذه العصبونات بترانزيستورات في الإنسالي. وفي منتصف العملية، يكون نصف دماغك خاليا، بينما يكون النصف الآخر مرتبطا بأسلاك لمجموعة كبيرة من الترانزيستورات داخل رأس الإنسالي. أخيرا، تزاح العصبونات من دماغك كلها تاركة دماغا إنساليا هو نسخة مطابقة لدماغك الأصلي عصبونا فعصبونا.

في نهاية هذه العملية تنهض من الحمالة لتجد أن جسمك تام. أنت وسيم وجميل أكثر من أحلامك، بطاقات وإمكانات فوق قدرة البشر. وكجائزة إضافية، فأنت خالد أيضا. تنظر خلفك إلى جسمك الأصلي الفاني، والذي هو مجرد مصادفة هرمة بلا عقل.



هذه التقنية بالطبع متقدمة جدا على عصرنا. لا يمكننا عكس هندسة الدماغ البشري، فضلا عن صنع نسخة كربونية عنه من الترانزيستورات (أحد الانتقادات الرئيسة لهذه المقاربة هي أن الدماغ المؤلف من الترانزيستورات قد لا يدخل ضمن الجمجمة. في الحقيقة، بحسب حجم العناصر الإلكترونية، فإن دماغا من الترانزيستورات قد يكون بحجم حاسوب فائق كبير. بهذا المعنى يبدأ هذا الاقتراح بالتشابه مع الاقتراح السابق، حيث وضع الدماغ المهندس عكسيا في حاسوب فائق ضخم يتحكم بدوره في البديل. لكن الميزة الكبرى لهذه الطريقة هي أنه يجب عليك ألا تموت، ستكون واعيا تماما خلال العملية).

يصاب المرء بالدوار وهو يتأمل هذه الإمكانات. تبدو جميعها متسقة مع قوانين الفيزياء، لكن الحواجز التقنية لتحقيقها كبيرة جدا. هذه المقترحات كلها لتحميل الوعي في حاسوب تتطلب تقنية لاتزال في المستقبل البعيد.

لكن هناك اقتراحا وحيدا أخيرا للحصول على الخلود لا يتطلب هندسة عكسية للدماغ على الإطلاق. إنه يتطلب ببساطة «نانوبوت» (جهازا مجهريا) يمكنه التحكم في الذرات المفردة. إذن لماذا لا تعيش إلى الأبد داخل جسمك الطبيعي، لكن بـ «تعديل»  Tune-up من فترة إلى أخرى يجعله خالدا؟

مصطلحات هامة

التصوير بالرنين المغناطيسي MRI
تعديل  Tune-up



نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.