خاطرة رقم 40 : مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد...



الناس في الحياة متفاوتوا الأخلاق متباينوا المشارب.فمنهم من حسنت طباعه فقمع نفسه عن لذاتها وردعها عن شهواتها وعمل للمنفعة العامة و صار في طريق الصلاح والإصلاح.ومنهم من ساءت أخلاقهم فنزعت نفوسهم إلى الشهوات ومالوا إلى اللذات،فما عرفوا غير إشباع نهم لا يشبع وما راغوا غير العمل لأهوائهم...هؤلاء لا خير يرجى منهم ولا منفعة تعود على أحد منهم...فالابتعاد عنهم راحة ووقاية..
أكتب هذا وأنا متحسر..لقد كدت أن أقع ضحية نفس شربت من مستنقع الفساد أيما شرب..نفس قبيحة ادعت الصدق والإخلاص في صداقة وهمية كان مناها عملا لا يمكن تأطيره سوى ضمن خانة الجرائم البشرية اللأخلاقية التي لا تغتفر ولو بالتوبة النصوح...
لذا أقول وأنا حامد لله تعالى: الأناة الأناة في اختيار الصديق يا أعزائي...فاختيار الأصدقاء ميزان للعقول الراجحة.فهناك من لا يستحق أن يقتحم حياتك...حذار من الطارئين؛اولائك الذي يلجون حياتك فجأة وبدون سابق إنذار...إياك أن تضعف أمامه...ليس الكل ممن حسنت طباعهم وأخلاقهم...لذا تراني ابتدأت حديثي عن تفاوت أخلاق الناس ...ولنا في حديث رسول الله (ص) عبرة :(مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد...)
لن أندم لأني أغلقت بابا كانت لتكون وصمة عار في صحيفة أعمالي..الإنسان خطاء..وخير الخطائين التوابون..
قررت من هذه اللحظة أني سأكتفي بمن أعرفهم كأصدقاء...لن أزود الدخيرة...سأقنع بما لدي...الحمد لله...لدي من الصحبة ما يفتخر بها : أنفس طاهرة تطمح على الدوام إلى الكمال،قلوبهم مشرئبة لنيل معالي الأمور-والمرء على دين خليله.