مستقبل التطور
حتى الآن رأينا أن هناك نتائج مثيرة تشير إلى أن في استطاعة المرء زيادة ذاكرتهُ وذكائه، بصورة كبيرة بجعل الدماغ أكثر كفاءة وبتعظيم قدراته الطبيعية. تدرس طرق مختلفة مثل عقاقير معينة وجينات وأجهزة ( TES على سبيل المثال)، قد تزيد قدرات العصبونات.
لذا ففكرة تغيير حجم دماغ القردة وقدرتها هي إمكانية مميزة، على رغم أنها صعبة. مازالت المعالجة الجينية على هذا المقياس بعيدة على مدار عقود. لكن هذا يثير سؤالا صعبا آخر: إلى أي مدى يمكن لهذا أن يمضي؟ هل يستطيعّ المرء مد الذكاء لعضو بلا حدود؟ أم هل هناك حدود لتعديل الدماغ تفرضها قوانين الفيزياء؟
من المفاجئ أن الجواب هو «نعم». تضع قوانين الفيزياء حدا أعلى لما يمكن فعله بتعديل جينات الدماغ البشري، بوجود قيود معينة. ولرؤية هذا الحد من المفيد أن نفحص أولا ما إذا كان التطور لايزال يزيد من ذكاء الإنسان، ثم ما الذي يمكن فعله لتسريع هذه العملية الطبيعية.
في الثقافة الجماهيرية هناك فكرة بأن التطور يعطينا أدمغة كبيرة، وأجساما صغيرة من دون شعر في المستقبل. وبالمثل، فالغرباء من الفضاء الخارجي، لأنه من المفترض أنهم يمتلكون مستوى أعلى من الذكاء، يصورون غالبا بهذه الطريقة. اذهب إلى أي حانوت لبيع الأشياء الطريفة وسترى الوجه من الكواكب الأخرى نفسه بعينين كبيرتين جاحظتين ورأس ضخم وجلد أخضر.
الحقيقة أن هناك إشارات إلى أن مجمل التطور البشري (أي شكل جسمنا الأساسي وذكائنا) قد توقف إلى حد كبير. هناك عدد من العوامل التي تؤيد هذا. أولا بما أننا ثدييات على قدمين فنحن نمشي منتصبين، فهناك قيود على الحجم الأعظمي لجمجمة الطفل التي يمكنها أن تمر من خلال قناة الولادة. ثانيا، أزاح صعود التقنية الحديثة العديد من الضغوط البيئية التطورية التي واجهها أسلافنا.
مع ذلك يستمر التطور على المستوى الجيني والجزيئي من دون توقف. وعلى الرغم من صعوبة رؤيته بالعين المجردة، هناك دليل على أن الكيمياء الحيوية للإنسان قد تغيرت لتتلاءم مع التحديات البيئية، مثل مكافحة الملاريا في المناطق الاستوائية. وأيضا فقد طور البشر حديثا إنزيمات لهضم سكر اللاكتوز مع تعلمنا تدجين الأبقار وشرب الحليب. حدثت تحولات جينية مع تأقلم البشر على غذاء نشأ من الثورة الزراعية. وأكثر من ذلك، مازال الناس يختارون التزاوج مع آخرين بصحة جيدة، وبالتالي يستمر التطور في التخلص من جينات غير مناسبة على هذا المستوى.
لكن لم تغير أي من هذه التحولات شكل جسمنا الأساسي أو تزيد من حجم دماغنا تؤثر التقنية الحديثة أيضا في تطورنا إلى حد ما. على سبيل المثال، لم يعد هناك ضغط انتقائي للأشخاص بقرب النظر بما أنه يمكن لأي شخص الآن أن يرتدي نظارات أو عدسات لاصقة.
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
0 تعليقات