«سنكون جزءا من نظام تشغيلهم»
عندما قابلت الدكتور نيكوليليس أخبرني بأنه أصبح مهتما بالعلم في سن مبكرة منذ طفولته في بلده الأصلي البرازيل. إنه يتذكر مشاهدة صور رحلة أبوللو على سطح القمر، التي استحوذت على اهتمام العالم آنذاك. بالنسبة إليه، كان ذلك إنجازا مدهشا. والآن، كما أخبرني، فإن إنجازه، أو« لقطة القمر» الخاصة به، هو أن يجعل من الممكن تحريك أي جسم بواسطة العقل.
أصبح مهتما بالدماغ بينما كان لايزال في المدرسة الثانوية، حيث عثر مصادفة على كتاب إسحق آسيموف العام 1964 بعنوان «الدماغ البشري». لكن أمله خاب من خاتمة الكتاب. لم يكن هناك نقاش حول كيفية تفاعل هذه البنى بعضها مع بعض لتشكيل العقل. (لأنه لا أحد كان يعلم الجواب في ذلك الوقت). كانت لحظة غيت مجرى حياته، وأدرك أن مصيه قد يكون في محاولة فهم أسرار الدماغ.
منذ عشرة أعوام تقريبا أخبرني أنه بدأ في النظر بجد في إجراء بحوث حول حلم طفولته . بدأ في أخذ فأر وتركه يتحكم في جهاز آلي. «وضعنا حساسات في الفأر تقرأ الإشارات الكهربائية من دماغه، ثم نقلنا هذه الإشارات إلى آلة إنسالية صغية تجلب الماء من بركة إلى فم الفأر. لذا كان على الحيوان أن يتعلم كيف يحرك الجهاز الإنسالي دماغيا للحصول على الماء. كانت هذه أول تجربة يوصل فيها حيوان بآلة بحيث يشغلها من دون أن يحرك جسمه،» كما شرح لي.
اليوم يستطيع أن يحلل ليس 50 عصبونا فقط، بل ألف عصبون في دماغ قرد، ما يمكنه من إعادة إنتاج حركات مختلفة في أجزاء مختلفة من جسمه. ومن ثم يستطيع القرد التحكم في أجهزة مختلفة، كأذرع ميكانيكية أو حتى صور افتراضية في الفضاء السبراني. «لدينا الآن قرد افتراضي (أفاتار) يمكن التحكم فيه بواسطة أفكار قرد آخر من دون أن يقوم هذا القرد بأي حركة»، كما أخبرني. يمكن فعل ذلك بجعل القرد يشاهد فيديو يرى فيه أفاتارا يمثل جسمه. ثم عند أمر جسمه عقليا بالحركة، فإنه سيجعل القرد الأفاتار يتحرك بطريقة مماثلة.
يتخيل نيكوليليس يوما في المستقبل القريب نلعب فيه ألعاب الفيديو ونتحكم فيه بالحواسيب والأجهزة بواسطة عقولنا. «سنكون جزءا من نظام تشغيل هذه الأجهزة. سننغمس فيها بآليات مشابهة جدا للتجارب التي أصفها.
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
0 تعليقات