ملكوت الجاذبية

قدم اسحق نيوتن (١٧٢٧-١٦٤٢) الكثير من النظريات الفيزيائية للعالـم،  وبذا أثرى الفكر البشري بالعديد من الأفكار العلمية الناضجة المـتـقـدمـة. ويقترن اسم نيوتن دائما بقوانين الحركة وقانون الجاذبية العام ، وقد كانت السنوات الثلاث-من سن الثالثة والعشرين حتى السادسة والعشريـن-أكـثـر سنوات حياته إنتاجا. ففي هذه الفترة ، اكتشف قوة التجاذب بين كل الأجسام في النظام الشمسي ، أي قوة الجاذبية ، ثم بين أن قوانين كبلر الثلاثـة هـي النتيجة المباشرة لقانون الجاذبية ، وأن حركة الكواكب كلهـا خـاضـعـة لـهـذا القانون.

درس نيوتن علم البصريات ، فوجد أن الضوء الأبيض يمكن أن ينقسـم بوساطة منشور إلى الألوان التي يتركب منها ، ولم يعرف من قبل أن الضوء الأبيض هو خليط من جميع ألوان قوس قزح مزجت معا. وقد فسر نيوتن أيضا سبب المد والجزر وانتفاخ الأرض عند خط الاستواء وتقدم الاعتدالين،    وفوق هذا كله وضع لنا أسس فيزياء الحركة حسب المفهوم النيوتني.

وقد أثبت نيوتن أيضا أن الجاذبية قوة كونية ، وأن كل جسمين تجذبهما قوة تتناسب طرديا مع حاصل ضرب كتلتيهما ، وتقل عكسيا بحسب مـربـع المسافة بينهما ، وقد أوضح نيوتن أن هذه القوة موجودة في جميع الأجسام في الكون.

وكانت العقبة الكبرى التي واجهت نيوتن هي حساب قوة الجاذبية على سطح الأرض ، فان كل شيء في الوجود يجذبنا إليه وكلما كانـت الأجـسـام أكبر كلما كانت قوة الجذب اكبر ، فسلسلة الجبال البعيدة والصخـور الـتـي في باطن الأرض ، كلها تمثل قوى جذب تـؤثـر عـلـيـنـا ، ويـجـب إضـافـة هـذه القوى كلها للحصول على محصلتها وهو ما نطلق عليه (الوزن).

وأخيرا اهتدى نيوتن إلى الحل ووجد أن المسألـة غـايـة فـي الـبـسـاطـة،  فقد اثبت أن الأرض كروية تسلك سلوكها كما لو كانت كل الكتل قد جمعت في نقطة واحدة في المركز ، فأطلق عليها مركز الجاذبـيـة. وبـعـد حـل هـذا التكامل أصبح بإمكانه أن يربط قوى الجاذبـيـة عـلـى سـطـح الأرض بـقـوى الجذب القائمة بين الأرض والقمر ، وباقي الأجسام الفضائية الأخرى. 



وقد نشر السير اسحق نيوتن أبحاثه عام  ١٦٨٧ في كتاب سماه الأصول Principia أو الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية.