مبدأ رجل الكهف
عند هذه النقطة يبدأ ما أدعوه بمبدأ رجل الكهف بالعمل. لماذا تفشل تنبؤات معقولة عديدة؟ ولماذا لا يريد شخص ما أن يعيش إلى الأبد داخل حاسوب؟
مبدأ رجل الكهف هو على النحو التالي: بوجود خيار بين تقنية عالية وتعاطف عال فإننا سنفضل في كل مرة التعاطف. على سبيل المثال، لو خ ّيرنا بين الحصول على تذاكر لمشاهدة موسيقينا المفضل شخصيا، وبين الحصول على قرص مدمج للموسيقي نفسه في حفل، فما الذي نختاره؟ أو إذا خيرنا بين تذاكر لزيارة تاج محل، أو مجرد رؤية صورة جميلة له، فما الذي نفضل؟ الأكثر احتمالا هو أنك ستفضل حضور الحفلة الحية أو السفر بالطائرة.
يعود هذا إلى أننا ورثنا وعي أسلافنا الأشبه بالقردة. ربما لم يتغير بعض من شخصيتنا الأساسية كثيرا في المائة ألف عام الأخيرة، منذ أن خرج الإنسان الحديث من أفريقيا لأول مرة. يكرس جزء كبير من وعينا للظهور بمظهر جيد، ومحاولة التأثير في الجنس الآخر وفي أقراننا. يتصل هذا اتصالا وثيقا بأدمغتنا.
الأكثر احتمالا أننا بسبب وعينا الأساسي الشبيه بالقردة، فإننا سوف نندمج مع الحاسبات، فقط إذا كان ذلك سيطور جسمنا الحالي بدلا من استبداله بالكامل.
ربما يفسر مبدأ رجل الكهف لماذا لم تتحقق بعض التنبؤات المعقولة حول المستقبل، مثل «مكتب من دون أوراق». كان من المفترض أن تنهي الحاسبات استخدام الورق من المكتب، لكن للمفارقة، فقد خلقت الحاسبات بالفعل كمية أكبر من الورق. يعود هذا ربما إلى أننا نتحدر من صيادين يحتاجون إلى «دليل على صيدهم» (أي أننا نثق بالدليل القاطع، وليس برسوم مؤقتة ترقص على شاشة حاسوب وتختفي عندما نقطع عنه الكهرباء). بالمثل، فإن فكرة «مدينة من دون ناس،» حيث يستخدم الناس الواقع الافتراضي للذهاب إلى لقاءات بدلا من السفر لم تتحقق أبدا. فالسفر بين المدن اليوم أكثر من أي وقت مضى. لماذا ؟ لأننا حيوانات اجتماعية نحب الارتباط مع الآخرين. المؤتمر الفيديوي، على الرغم من فائدته، لا يعطي المجال الكامل للمعلومات المعقدة التي تقدم عبر لغة الجسد. قد يرغب رئيس على سبيل المثال في عرض مشاكل على فريقه، وبالتالي يريد أن يراهم وهم يتحرقون ويتصببون عرقا تحت استجوابه. يمكنك أن تفعل ذلك وجها لوجه فقط.
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
0 تعليقات