Ad Code

هل يمكننا أن نصبح عارفين؟ التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة TMS


هل يمكننا أن نصبح عارفين؟

ّ يثير هذا كله الإمكانية الغريبة بأن بإمكان الفرد أن يعطل عن قصد أجزاء من الدماغ الأيسر، وبذلك يزيد من فاعلية الدماغ الأيمن، مجبرا إياه على الحصول على قدرات العارفين.

نتذكر أن التحريض المغناطيسي عبر الجمجمة، أو الـ  TMS يسمح للمرء بأن يسكت أجزاء من دماغه. إذا كان الأمر كذلك، لماذا لا نستطيع إسكات هذا الجزء من القشرتين الأمامية اليسرى والجبهية الحجاجية للدماغ باستخدام الـ  ، TMS وتفعيل عبقرية تشبه العارفين كما نشاء؟



جربت هذه الفكرة فعلا . تصدر الدكتور ألان سيندر من جامعة سيدني في أستراليا العناوين الرئيسة منذ عدة سنوات عندما ادعى أنه بتطبيق الـ TMS  لمنطقة معينة من الدماغ الأيسر استطاع مرضاه فجأة أن يقوموا بإنجازات تشبه إنجازات العارفين. بتوجيه موجات مغناطيسية منخفضة التردد إلى نصف الكرة الأيسر من الدماغ، يمكن للمرء أن يغلق من حيث المبدأ هذه المنطقة المسيطرة من الدماغ، بحيث يسيطر نصف الكرة الأيمن. أجرى الدكتور سيندر ومعاونوه تجربة على أحد عشر متطوعا من الذكور. طبقوا الـ  TMS على المنطقة الجبهية الأمامية اليسرى، بينما كان الأشخاص يجرون اختبارات تتعلق بالقراءة والرسم. لم تنتج هذه مهارات عارفين بين الأشخاص، لكن اثنين منهم أحرزا تطورات مهمة في قدراتهما على قراءة الكلمات وإدراك كلمات مزدوجة. في تجربة أخرى أعطى الدكتور يونغ وزملاؤه مجموعة من الاختبارات النفسية لسبعة عشر فردا . صممت التجارب خصيصا لاختبار مهارات العارفين (تحلل تجارب من هذا النوع قدرة الشخص على تذكر حقائق، والتعامل مع الأرقام والتواريخ، وصنع أعمال فنية، أو أداء موسيقي). سجل خمسة أفراد تطورا في مهارات العارفين بعد المعالجة بجهاز الـ TMS .

لاحظ الدكتور مايكل سويني «عندما طبق تقنية الـ  TMS على الفصوص أمام الجبهية، أن سرعة المعالجة الإدراكية وحركيتها قد تطورت. تشبه دفقات الـ  TMS جرعات موضعية من الكافيين، لكن لا أحد يعلم علم اليقين كيف تقوم المغانط فعلا بعملها» . تلمح هذه التجارب إلى أن إسكات جزء من المنطقة الجبهية الأمامية للدماغ يمكنه أن يطلق بعض المهارات المتطورة، وإن لم تبرهن ذلك. لكن هذه المهارات بعيدة جدا عن مهارات العارفين، ويجب أن نشير أيضا إلى أن مجموعات أخرى اختبرت هذه التجارب وكانت النتائج غير حاسمة. يجب إجراء تجارب أكثر، لذا مازال من المبكر إعطاء حكم نهائي إيجابا أو سلبا.

مجسات الـ  TMS هي أسهل أداة للاستخدام لهذا الغرض وأكثرها ملاءمة، لأنها تستطيع إسكات أجزاء مختلفة من الدماغ كما نشاء، من دون الحاجة إلى تعطيل الدماغ أو صدمه. لكن يجب الإشارة أيضا إلى أن مجسات الـ  TMS مازالت بدائية، وتقوم بإسكات ملايين العصبونات في وقت واحد. وأيضا فإن الحقول المغناطيسية على عكس المجسات الكهربائية، ليست دقيقة وتنتشر فوق عدة سنتيمترات. نعلم أن القشرتين الأمامية اليسرى والجبهية الحجاجية معطلتان لدى العارفين، ومن المحتمل أنهما مسؤولتان جزئيا على الأقل عن قدراتهم الفريدة، لكن ربما كانت المنطقة المحددة التي يجب إخمادها أصغر من ذلك. لذا فكل دفقة من الـ TMS  قد تخمد عن غير قصد بعض المناطق التي يجب أن تبقى سليمة من أجل إنتاج مهارات تشبه مهارات العارفين.

ربما نستطيع في المستقبل، باستخدام مجسات الـ  TMS ، حصر المنطقة منُ  الدماغ المتعلقة بتطوير مهارات العارفين. وعندما تحدد هذه المنطقة فإن الخطوة التالية هي استخدام مجسات كهربائية دقيقة جدا، كتلك المستخدمة في التحفيز العميق للدماغ، وبالتالي إخماد هذه المناطق بدقة أكبر. ثم بكبسة زر قد يكون من الممكن استخدام هذه المجسات لإسكات هذه المنطقة الضئيلة من الدماغ من أجل الحصول على مهارات تشبه مهارات العارفين.

مصطلحات هامة

التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة TMS Transcranial magnetic stimulation



نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.

إرسال تعليق

0 تعليقات

Close Menu