خلايا جذعية للدماغ
كان المعتقد على مدى عقود عديدة أن خلايا الدماغ لا تنشط مرة أخرى. بدا أنه من المستحيل أن تصلح خلايا دماغية هرمة تموت، أو أن تنمي خلايا جديدة لتطوير قدراتك، لكن هذا كله تغير في العام 1998 . اكتشف في ذلك العام أن الخلايا الجذعية البالغة يمكن أن توجد في الحصين والبصلة الشمية والنواة المذنبة. الخلايا الجذعية باختصار هي «أم الخلايا كلها». يمكن للخلايا الجذعية الجنينية على سبيل المثال أن تتطور إلى خلايا أخرى بسهولة. وعلى الرغم من أن كل خلية من خلايانا تحتوي على المادة الجينية كلها اللازمة لتشكيل إنسان فإن الخلايا الجذعية الجنينية وحدها لها القدرة على التغير، وتشكيل أي خلية من خلايا الجسم.
فقدت الخلايا الجذعية البالغة هذه القدرة الشبيهة بالحرباء، لكنها تظل قادرة على إعادة الإنتاج واستبدال الخلايا الهرمة التي تموت. وفيما يخص تطوير الذاكرة، تركز الاهتمام على الخلايا الجذعية البالغة في الحصين. تبين أن آلاف الخلايا الجديدة في الحصين تولد بشكل طبيعي كل يوم، لكن معظمها يموت مباشرة بعد ذلك. مع ذلك ثبت أن الفئران التي تعلمت مهارات جديدة احتفظت بقدر أكبر من خلاياها الجديدة. يمكن أيضا لمزيج من التمرين والمواد الكيماوية المحسنة للمزاج أن تطور معدل بقاء خلايا الحصين الجديدة. وتبين أن الاكتئاب، على النقيض من ذلك، يسرع من موت العصبونات الجديدة.
في العام 2007 حصل اختراق عندما استطاع علماء في ويسكونسن واليابان أن يأخذوا خلايا جلد بشري عادية، وأن يعيدوا برمجة جيناتها، وتحويلها إلى خلايا جذعية . كان الأمل هو أن نتمكن يوما ما من حقن هذه الخلايا الجذعية الطبيعية أو المحولة جينيا في أدمغة مرضى الألزهايمر لاستبدال الخلايا الميتة. (خلايا الدماغ الجديدة هذه، لأنها لا تمتلك حتى الآن الوصلات المناسبة، لن تتكامل في بنية الدماغ العصبية. وهذا يعني أن على المرء أن يتعلم من جديد مهارات معينة كي يدخل هذه العصبونات الجديدة الطازجة في بنية دماغه).
بحوث الخلايا الجذعية هي بالطبع من أنشط مجالات البحوث في الدماغ. يقول جوناس فريسن من معهد كارولينسكا: «يمر البحث في الخلايا الجذعية وأدوية إعادة التنشيط بمرحلة مثيرة جدا الآن. نستحوذ على المعرفة بسرعة كبيرة، وتتشكل شركات عديدة بدأت بتجارب على المرضى في مجالات مختلفة».
نحن قمنا بانشاء سلسلة من مقاطع ريلز القصيرة العلمية
على قناتنا في يوتيوب، واتمنى الحصول على دعمكم ومساندتكم حتى نستمر في نشر
هذا المحتوى النافع، رابط القناة من هنا تابعونا.
0 تعليقات